بطاقات رسوميات الفئة العليا تتميز بالعديد من الاستخداماتشهدت الألعاب ثلاثية الأبعاد تطوراً مذهلاً في الآونة الأخيرة، فالجيل
الجديد منها يمتاز بأنه ينقل اللاعبين إلى عالم افتراضي يُحاكي العالم
الحقيقي في أدق تفاصيله، الأمر الذي بات يمثل مشكلة كبيرة لبطاقات
الرسوميات التقليدية، حيث تقل معها درجة الوضوح ويتعذر عرض أحداث الحركة
بانسيابية.
من هنا تظهر الحاجة إلى بطاقات رسوميات الفئة العليا
(High End) عند تشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد المتطورة. ولا تقتصر فائدة
هذه البطاقات - باهظة الثمن إلى حد ما - على هواة ألعاب الكمبيوتر فقط،
وإنما يمكن أيضاً أن يستفيد منها مستخدمو الكمبيوتر بشكل عام؛ إذ أنها
باتت اليوم تضطلع بمزيد من المهام التي يقوم بها مُعالج الكمبيوتر حتى
الآن.
ويقول إنغولف ليشكه من مجلة «كمبيوتر بيلد» الصادرة بمدينة
هامبورغ شمال ألمانيا :"إن بطاقات رسوميات الفئة العليا مُزودة بمعالج
فائق السرعة وأيضاً ذاكرة سريعة ذات سعة كبيرة". ويضرب ليشكه مثالاً يوضح
الفرق بين إمكانيات بطاقات رسوميات الفئة العليا والبطاقات التقليدية،
ويقول :«تبلغ سعة بطاقات الرسوميات التقليدية 512 ميغابايت، بينما تصل سعة
بطاقات رسوميات الفئة العليا High End إلى 1 أو 2 غيغابايت». وبالإضافة
إلى ذلك تمتاز هذه البطاقات أيضاً بتنوع منافذ التوصيل، حيث تأتي مُزودة
قياسياً بمنافذ لكل من VGA و DVIوHDMI وكذلك منفذ للشاشة.
وقبل دفع
الكثير من الأموال لاقتناء بطاقة رسوميات عالية الأداء، ينبغي التأكد من
وجود حاجة ملحة إليها، ويقول مايكل شميت من فرع شركة AMD لصناعة المعالجات
وبطاقات الرسوميات بمدينة ميونيخ جنوب ألمانيا :«إن بطاقات رسوميات الفئة
العليا (High End) ضرورة لا غنى عنها لعشاق ألعاب الكمبيوتر ثلاثية
الأبعاد الحديثة الذين يرغبون في الاستمتاع بهذه الألعاب المتطورة بجودة
فائقة وبأقصى درجات الوضوح الممكنة».
وأضاف مايكل شميلتسله من مجلة
«عالم الكمبيوتر» الصادرة بمدينة ميونيخ، أنه يمكن استخدام بطاقات رسوميات
الفئة العليا مع برامج التصميمات الاحترافية ثلاثية الأبعاد، كما تلعب هذه
البطاقات دوراً كبيراً مع برامج تحرير الفيديو؛ فالعديد من هذه البرامج
تعول كثيراً على معالج بطاقات رسوميات الفئة العليا.
ولقد تخطت
بطاقات رسوميات الفئة العليا حدود مجالات استخدامها الرئيسية واقتحمت
مجالات جديدة أثبتت فيها جدارتها وكفاءتها، ويقول الخبير الألماني مايكل
شميت :«لقد وصلنا إلى نقطة تفوقت فيها وحدة معالجة الرسوميات GPU لبطاقات
الرسوميات على وحدة التحكم المركزية للحاسب من حيث سرعة تنفيذ بعض المهام،
على سبيل المثال عند تحويل ملفات الفيديو يمكن أن تساعد وحدة GPU في زيادة
سرعة وأداء الكمبيوتر ومن ثم تقليل مدة العمل».
ويشير الخبير
الألماني ليشكه إلى أن بطاقات الرسوميات الحديثة شهدت مؤخراً تطوراً
جديداً يتمثل في استخدام واجهة برمجة التطبيقات Direct-X-11 من مايكروسوفت
والتي تتيح - بوصفها واجهة للألعاب والرسوميات - التحكم التام في الصور
ثلاثية الأبعاد، ويقول ليشكه :«إن هذا التطور التقني يساعد على أن تبدو
شخصيات الألعاب وبيئات اللعب أكثر واقعية وطبيعية، وللاستفادة من هذه
الميزة ينبغي أن تدعم بطاقة الرسوميات واجهة برمجة التطبيقاتDirect-X-11».
وينصح
ليشكه بأنه لتحقيق الاستفادة القصوى من بطاقات رسوميات الفئة العليا ينبغي
أن تتوافر لها بعض الاشتراطات والظروف المواتية، موضحاً أن تلك البطاقات
لن تحقق النتائج المرجوة إذا كانت ألوان الشاشة سيئة وصورتها غير واضحة.
غير أنه لا يمكن الاستدلال على البيانات المتعلقة بدقة عرض الألوان وحِدة
الصورة من خلال عبوة تغليف الشاشة، حيث إنها لا تكون مدونة هناك. ويقول
شميلتسله :«إنه يجب بشكل عام أن تدعم البطاقة درجة الوضوح الفيزيائية
لشاشة TFT».
وليست فقط الشاشة هي التي يجب أن تدعمها بطاقة
الرسوميات، وإنما المعالج أيضا، ويقول ليشكه :«المعالجات الحديثة ثنائية
النواة ورباعية النواة – أي معالج ذو وحدتي حوسبة أو أربع وحدات حوسبة -
مناسبة تماما»، لافتاً إلى أن سرعة كل وحدة حوسبة ينبغي أن تكون حوالي 6ر2
غيغاهرتز.
ومن المهم أيضاً أن يشتمل الكمبيوتر على ذاكرة رئيسية
ذات سعة كبيرة، ويفضل أن تبلغ 4 غيغابايت. وبالنسبة لمصدر الإمداد بالتيار
الكهربائي ينصح شميلتسله بأن يكون مجهزا بقابس PCI-Express ذي ستة أو
ثمانية سنون ويوفر صافي القدرة اللازمة للتشغيل.