أنفلونزا الخنازير: تفسير الأرقام


يحذر
بعض الخبراء من أسوأ الاحتمالات وهو إصابة ثلث السكان بأنفلونزا الخنازير،
وقد يكون الرقم مرعباً لكن هذا الرقم يخفي داخله العديد من المغالطات.



فليس
كل مصاب هو حالة خطيرة أو حالة وفاة، فمن المتوقع أن تكون نسبة حالات
الوفيات بين 0.1-0.35%، كما أنه من المتوقع أن تكون نسبة الحالات الخطيرة
التي تحتاج لمشفى لا تتجاوز 2%، والحالات التي تشاهد فيها مضاعفات حوالي
15%. أما الحالات التي تكون خفيفة فهي حوالي 83%. وهذه الأرقام على الأغلب
ستصل لقمتها في الخريف والشتاء.


الجدير
بالذكر بأن الأنفلونزا الموسمية التي تصيب المجتمعات السكانية بشكل سنوي
لها نسب وفاة متساوية تماماً (0.1-0.35%)، لكنها تختلف في أنها تصيب عدداً
أقل من الأشخاص.
وقد تم تقدير نسب الإصابة على أنها ستصيب ثلث
السكان بناءاً على معلومات أخذت من أوبئة أخرى أشهرها حالة أنفلونزا هون
كونغ في خمسينات القرن الماضي، والأنفلونزا الإسبانية (1917-1918).
ما هو خطر الأنفلونزا على الأطفال



إن
الأطفال هم أكثر الناس عرضة للإصابة (حوالي 50%)، وذلك بسبب عدم تطور
مناعتهم بشكل كاف، كما أنهم ينقلون الفيروس اكثر بسبب طبيعة نشاطهم
وحركتهم الاجتماعية. ويتم وضعهم بالمشفى بنسب أكبر (5 لكل ألف) في مقابل
نسب أقل للبالغين (حوالي 1 لكل ألف).
من أكثر المجموعات تعرضاً للخطر؟



أخطر
من يتعرض لهذا المرض هم النساء الحوامل والأشخاص ذوي المشاكل الطبية
المزمنة أو الكامنة (التي لم تكتشف بعد). لكن من الصعب جداً تحديد نسب
الخطورة لأنها تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.
إن النساء الحوامل يتعرضن
بشكل أكبر للإصابة بسبب نقص المناعة لديهن أثناء الحمل، مما يعرضهن للمرض
بشكل أكبر. كما قد يؤثر المرض على أطفالهن الذين لم يولدوا بعد، إلا إذا
عولجت الحالة. لكن المسؤولين الصحيين يؤكدون أن أغلبية النساء يعانون من
أعراض خفيفة.
إن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مزمنة كأمراض التنفس وأمراض القلب
والربو الحاد لديهم خطر الإصابة المرتفع بسبب نقص مناعتهم لتأثرها
بالعلاجات المستخدمة لهذه الحالات. كما أنهم عرضة للإصابة بالمضاعفات
كالتهاب الرئة (ذات الرئة).
تأثير هذا على الاقتصاد



إن
الإصابة بالأنفلونزا قد تكلف الحكومات أكثر من 12% من قوتها العاملة بسبب
المرض في قمة انتشار هذا المرض. فعادة ما يتغيب العمال ثمان أيام كل سنة
أو مرة كل ثلاثين يوماً بسبب المرض، لكن مع انتشار أنفلونزا الطيور ستزيد
هذه الحالات أسبوعاً أو أسبوعين (عشرة أيام عمل).
كما أن الوضع قد يتفاقم بسبب إغلاق المدارس وإجبار الأهالي على البقاء بعيداً عن العمل عند إصابة أطفالهم.




إن
التأثير الاقتصادي سيظهر بشكل هام في قطاع الخدمات العامة، حيث يتوقع
العديد من الاقتصاديين نقصاً مقداره 7.5% في مجمل الاقتصاد. وهذا سيكون
صدمة سيئة لقطاع الأعمال الهش، وقد يحتاج لفترة عامين حتى يتعافى من جديد.