ألعاب الفيديو قد تسبب إصابات مؤلمةتصور شخصاً يلعب على أحد أجهزة الألعاب الإلكترونية وهو
يتصبب عرقاً ومتشنج ويضغط الأزرار بغضب ولا يلقى بالاً لكل شيء حوله. إن
هذا مشهد متكرر بشدة بين لاعبي الفيديو، كما أن هذا التشنج الطويل يسبب
ألماً لا ينتبه له اللاعب إلا بعد انتهاء اللعبة، حيث يصاب بتقرحات
والتهابات وتورمات مؤلمة. تؤدي لعبة Wii من ننتندو إلى ألم مفصلي شديد في الكتف، إن هذه الأعراض بسبب انتشارها الشديد قد سميت باسم التهاب ويي Wiititis . لكن بما أن شركة ننتندو ليست وحدها في هذا المجال فإننا نجد مرضاً آخر يدعى الالتهابات الفقاعية لكف بلاي ستايشن PlayStation palmar hidradenitis .
وقد وصفت الحالة أول مرة من قبل طبيب سويسري فحص طفلة عمرها 12 سنة مصابة
بفقاعات جلدية مؤلمة على يديها تشبه تلك التي يصاب بها الأطفال في
أقدامهم. استمرت هذه الفقاعات لمدة أربعة أسابيع ولم يكن لديها أي آفات
جلدية في أي مكان آخر. وقد علم الطبيب أنها قبل الإصابة بهذه الآفات قد
بدأت بلعب بلاي ستايشن عدة ساعات يومياً، ونصح الطبيب بالتوقف عن اللعب
وشفيت المريضة تماماً بعد 10 أيام. فتكرار كبس الأزرار يسبب رضوضاً صغيرة
في الكف كما قال الدكتور Vincent Piquet من جامعة ومشفى جنيف في المجلة البريطانية لأمراض الجلد.
وقد قال الناطق باسم شركة سوني بأن الشركة قد باعت عشرات الملايين من
الأجهزة منذ إطلاقها لأول مرة في عام 1995، في حين أن الدراسة قد شملت
شخصاً واحداً. كما قال أن الالتزام بالمنطق السليم وتعليمات الأمان في
النشرة المرفقة يمنع حصول هكذا حوادث. وأضاف "إننا لا نريد التقليل من
قيمة الدراسة وسندرس النتائج بدقة وتمعن، لكنها المرة الأولى التي نسمع
فيها هكذا شكوى".
في حين أن الدكتورة نينا غواد من المجلة قالت إنها واجهت العديد من
الأطباء الذين أشاروا إلى شكاوي مشابهة دون التبليغ عنها. وقد يكون من
السليم إذا شعرت بالتعب وألم اليدين أن تتوقف وتأخذ استراحة.
أشارت العديد من الدراسات إلى مشاكل صحية تترافق مع أجهزة ألعاب الفيديو
مثل السمنة الزائدة والعدوانية وميل المستخدم المدمن إلى العنف، كما أن
اللعب المستمر دون استراحة يسبب مشكلة في تركيز العين وتخريش العبن
والرؤية المشوشة والتعب، كما ذكرت بعض الدراسات إصابة بعض الأطفال بالصرع.
ومن المهم تذكر أن لهذه الألعاب تأثيرات إيجابية على الأطفال، حيث تحسن
بعض الألعاب قدرة الأطفال على التنسيق الحركي الدقيق، وتحسن مهارات حل
المشاكل وقدرة العقل على تحليل المعلومات، وهي كلها قدرات مفيدة للطفل
وتساعده في الحياة المعاصرة.