النفس هى روح تلبس جسد لفترة معينة يعلمها الله فأذا خرحت الروح فسد الجسد.وعن قوله سبحانه
("اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ ) تعنى زمن مكوث الروح بالجسد توفى مدته وغادرت الروح الجسد الذى توفى زمن تماسكه واخذ فى التفكك والتحلل لعناصره الأولية. فكل روح خلقت لجسد معين لا تلبس غيره لتكوين نفس ادمية لشخص محدد بعينه مسئول عن افعاله أمام الله . فمن ادعى مقدرته تحضير أرواح لتلبس أجساد على قيد الحياة تتكلم بألسنتهم فقد كذب واستخفى بعقول البسطاء
والعكس فأجساد من ماتوا قبلنا متناثرة فى الهواء ومياة الأمطار والتربة والنباتات والحيوانات فى صورة مواد اولية نتيجة تحللها ولا تنسى اننا نعيش على التربة ونتنفس الهواء ونشرب الماء ونتغذى على النباتات والحيوانات وعليه فأجسامنا لا تخلو من مواد اولية لأموات سبقونا. والإدراك والشعور فى الحياة الدنيا لا ينقطع بعد الموت حيث ان مستقبلات الجسد الدنياوى هى الجلد والاذن والعين والانف واللسان وحواس اخرى. لكن مستقبلات الروح لا يعلمها سوى الله . وبالموت تتوقف مستقبلات الجسد وتستمر فى العمل مستقبلات الروح لتسمع وتتكلم وتفرح وتتألم عند حساب الملائكة فى عالم البرزخ. وأدعاء تحضير الأرواح اكذوبة واستخفاف بالعقول حيث ان الملائكة رواح بلا اجساد. وتتميز الروح عن الجسد دوما بتطلعها للأرتفاع بالذات والصفات . فأرتفاعها بالذات تعنى خروجها من الجسد ليموت بواسطة الملائكة لتصعد بها أعلى للسماء . وبخصوص الأرتفاع بالصفات أن الروح دوما ترتفع عن النقائص والشهوات الى الفضيلة والمثل العليا وتميل الى الغيبيات والمحجوبات بما فى ذلك بحثها عن قوة كبرى تنتمى اليها ممثلا فى الأله الرب . وعليه فكلما ارتقى الشخص بنقاء روحة بتباع فضائل الأخلاق وحب الله كلما زادة شفافيته الروحانية لتمكنه أحياننا ادرك بعض الغيبيات والمحجوبات عن عالمنا . لذلك نجد المؤمنين على درجة معينة من الشفافية ثم يعلوهم العارفين بالله ثم يعلوهم أولاياء الله الصالحين وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم ثم يعلوهم الأنبياء والمرسلين ثم يقف سيدنا محمد صل الله عليه وسلم على قمة هرم الشفافية الروحانية ليرتفع فوق الإنس والجن والملائكة بروحه الشريفة. اما عن المكون الثانى للنفس وهو الجسد فيميل للأتجاه اسفل بذاته فيفقد قوته بمرور الزمن ليسقط فى النهاية اسفل الأرض مقبورا رمة عفنة. ومعنى اتجاه الجسد بصفاته لأسفل بحبه لرتكاب الرذائل والشهوات المحرمة اخلاقيا ودينيا . وأخيرا ان الجسد البشرى مسؤل عن تصرفاته امام الله فلا تحكمه غريزة إنما عقل يفكر قبل اتخاذ اى قرار لفعل ما .فإن اتبع الجسد شهواته من الملذات والرذائل فليس للروح حيلة لأنها مجبرة على معاشرة الجسد ليبقى حيا للأجل المقدر . واما اذا ارتفع الجسد الى الأخلاقيات وفعل الخيرات فقد واكب الروح واتفقا للسير وصولا للعالم الطاهر من الملائكة والأنبياء وصالح المؤمنين. فسأل نفسك وقل لها يا نفسى من أى الأتباع أنتى الروح أم الجسد
بقلم / يحيى حسن حسانين
اللهم ارحم امواتنا جميعا واجمعنا بهم فى خير يوم نصيروا الى ما صاروا اليه