هل يمكن للأطفال الشفاء من مرض التوحد؟إن مرض التوحد يؤثر على حياة العديد من الأطفال، ولكن
المعلومات المعروفة عنه محدودة. تبذل مساعي كبيرة في التأقلم مع المرض وفي
نشر الوعي بين العامة. لكن حالياً وجد أن 10% من الأطفال المصابين بالتوحد
يمكن شفاؤهم. أحد
الأطفال الذين برهنوا إمكانية ذلك هو ليو ليتل، الذي كان مصاباً بالتوحد
لكن في سن التاسعة شفي منه تماماً. لكن عملية الشفاء استغرقت تدريباً
سلوكياً طويلاً.
يشكك العديد من المراقبين بإمكانية حدوث هذا الشفاء،
لكن الدكتورة فين أستاذة علم النفس في جامعة كونيكتيكت أحد المقتنعين
بإمكانية حدوث ذلك، وكانت قد قدمت دراسة تمت في شيكاغو على 20 طفل تم
تشخيصهم متوحدين بشكل قاطع، والآن بعد سنين طويلة ليسوا مصنفين كمتوحدين.
هذه الدراسة المدعومة من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية شملت أطفالاً في
أعمار تتراوح بين 9 و18 سنة.
أحد هؤلاء الأطفال كان ليو، الذي لم يقم بالتواصل البصري، والذي كان يردد
معظم الكلمات، ويدور حول نفسه في دوائر. كل هذه الأعراض هي أعراض مميزة
بالتوحد. اليوم هو طفل في الصف الثالث واضح اللفظ واجتماعي، ويقول عنه
أستاذه أنه "قيادي".
وقد رحبت مجموعات دعم المتوحدين بهذا البحث، لكنها أشارت أنه من المبكر
القول أننا نفهم تماماً كيفية الشفاء. فقد أشارت دراسات سابقة أن 3-25% من
الأطفال يمكن شفاؤهم من التوحد، في حين أن الدكتورة فين أظهرت أن النسبة
تتراوح بين 10-20%، مع ذلك فرغم العديد من العلاجات والنشاط الاجتماعي
المخصص التعليم فإن معظم المتوحدين يبقون مصابين بالتوحد.
كما تضيف الدكتورة فين إن خيار الشفاء هو بعيد الاحتمال بالنسبة للأهل ولا
يجب أن يتم ينغشوا به، لكنه احتمال موجود. ويجب الانتباه إلى أن البعض هم
مجرد مرضى ذو مشكلة اجتماعية ولا تنطبق عليهم صفات التوحد.
تقوم الباحثة وفريقها حالياً بتقييم الأطفال الذين شفوا من الناحية
العصبية النفسية ومن ناحية النطق. كما يقوم الفريق بمقارنة صور الدماغ
لدى المرضى والطبيعيين، حيث أن دماغ المتوحدين يكون أكبر قليلاً من دماغ
الأطفال العاديين. كما يتم تصوير نشاط الدماغ، فنشاط الدماغ الطبيعي يعني
سلوكاً طبيعياً. وما زالت نتائج الفحص تدرس.
معظم الأطفال الذين شفوا تمت علاجهم ببرنامج سلوكي طويل الأمد يستغرق
30-40 ساعة أسبوعياً. كما أن لديهم معدل ذكاء طبيعي، وكانت حالة التوحد
عندهم حالة خفيفة نسبياً، كما أن العلاج بدأ بعيد التشخيص. ومعظمهم كان
لديه تطور حركي جيد وكانوا قادرين على الإمساك بالقلم والمشي والتسلق في
سن الثانية، في حين أن العلاج قد تم حوالي سن السابعة.
لم تحدث أي حالات نكس، لكن ثلاثة أرباع الأطفال أصيبوا باضطرابات أخرى مثل
العرّات (تقلصات لا إرادية في الوجه) والرهاب واضطرابات الانتباه، ومازال
ثمانية منهم مصابين بها.