مكان سكنك قد يسبب لك مرض السكرييمكنك ببساطة خفض مخاطر إصابتك بداء السكري من النوع 2 عن طريق اختيار الإقامة في أحد الأحياء التي تشجع ممارسة الرياضة وتتيح الوصول بسهولة إلى الأطعمة
الصحية. في الواقع ، إن الأشخاص الذين يعيشون في "الأحياء الصحية" وهي
التي يتوفر فيها أرصفة آمنة ، ومتنزهات وفيرة ، ويسهل فيها الحصول على
فاكهة وخضراوات طازجة إلى جانب الاعتماد على وسائل النقل العامة ، هم أقل
عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2 بنسبة 38 بالمئة من الأشحاص الذين
يعيشون في أحياء ذات بيئة صحية أقل جودة. قد
قامت الدكتورة إيمي أوشنكلوس (دكتوراه من جامعة دريكسيل في فيلادلفيا) مع
زملائها بإجراء دراسة على 2285 شخص تترواح أعمارهم بين 45 سنة إلى 84 سنة،
ممن يقطنون في كل من مقاطعة فورسيت، وكارولينا الشمالية، وبالتيمور،
وماريلاند، ومدينة نيويورك/برونكس. قد تم تقييم أحياء سكنهم بالاستعلام من
ساكنيها وسؤالهم إذا كانوا يقومون بالمشي ضمن نطاق حيهم وإن كان هذا المشي
سهل ومتع، وسؤالهم أيضاً إذا كانت تتوفر لهم مجموعة متنوعة وعالية الجودة
من الفاكهة والخضراوات و الأطعمة منخفضة الدهون بشكل محلي، كما تم سؤالهم
إذا كان من الشائع رؤية سكان آخرون يقومون بالتمارين الرياضية.
وأظهرت
النتائج أن متوسط ممارسة النشاط البدني في تلك الأحياء هي 3.68 ، و 3.36
لاستخدام الأغذية الصحية. وبالإضافة إلى ذلك ، فقد كشف البحث أن هؤلاء
الناس الذين كانوا يعيشون في أحياء صحية كانوا أقل عرضة بكثير لإصابتهم
بداء السكري من النوع 2 ،وهذه النتائج تمت بعد الانتهاء من دراسة استمرت
خمس سنوات أخذت بعين الاعتبار عوامل السن والدخل والعِرق والتعليم. وخلال
فترة المتابعة في الخمس سنوات فإن 10 في المئة من المشاركين في الدراسة تم
تشخيص إصابتهم بداء السكري من النوع 2.
قد خضع المشاركون في الدراسة لتقييمات صحية أساسية خلال السنوات من 2000 إلى 2002
، مع تقييمات إضافية كل 18 شهر تقريباً من بين التقييمات الأساسية هو قياس
الغلوكوز في الدم اثناء الصيام، وقد تم جمع بيانات أخرى شملت البيانات
الاجتماعية والديمغرافية، ووصف المشاركون لنظامهم الغذائي والتمارين الروتينية .
وفقا لمعدي الدراسة "إن الربط بين الأمور كان جديراً بالاعتبار، فإن الانخفاض في معدل الإصابة بالسكري من النوع 2 يرتبط بمؤشر كتلة الجسم ذو 5 نقاط في هذه العينة." إنه مع ارتفاع داء البدانة ، جنباً إلى جنب مع الزيادة الحادة في حدوث حالات السكري من النوع 2 ، قد
لاحظوا أن تغيير بيئاتنا هو واحد من الخطوات الرئيسية في وقف أو إلغاء في
الأوبئة بحيث يصبح من السهولة اختيار سلوكيات وأنماط حياة صحية أكثر ،
يمكن العثور على التقرير الكامل في أرشيف الطب الباطني.
و أقر الباحثون أن إجراء المزيد من البحوث سيكون ضرورياً لتحديد الأثر الحقيقي للحي ذو البيئة الصحية. ووفقاً لأوشنكلوس فإن الخطوة التالية هي أن ننظر إلى التغييرات في النشاط البدني مع التغييرات في الحي مع مرور الوقت." وأشارت إلى أن مجموعة باحثين آخرين في دريكسيل قد بدؤوا بالفعل هذا التحليل ، وأنه سيتم أيضاً دراسة التغييرات في النظام الغذائي .
أوضحت أوشنكلوس أن عدة مبادرات تجري حالياً في مدينة فيلادلفيا لتحسين
الحي وكذلك في مدن أخرى. وهذا يشمل وضع أسواق للمزارعين ومحلات السوبر ماركت الكبرى في الأحياء ذات الدخل المنخفض ، وكذلك في تطوير ممرات للدراجات وغيرها من المشاريع ذات التكلفة المنخفضة التي من شأنها أن تشجع على ممارسة الرياضة. وقد كتب الباحثون في تقريرهم "إن الجهود الحالية لتعزيز وجود البيئات الصحية تشمل تصميم وتعديل البيئات الطبيعية ، مثل تقسيم الأحياء السكنية للحصول على أرصفة آمنة، وإنشاء الحدائق والأماكن العامة الملئية بالخضرة التي تجلب الأنظار، وتحسين وسائل النقل العام حتى يتسنى للمقيمين
أن يعتمدوا بدرجة أقل على سياراتهم، ودعم المواد الغذائية من أسواق
المزارعين للحصول عليها بتكلفة أقل، ومساعدة المحلات في هذه الأحياء في تحسين قدرتها على اختيار الأطعمة الصحية . "
إن انتشار السكري من النوع 2 قد زاد زيادة طردية خلال العقود الثلاثة الماضية في داخل الولايات
المتحدة وحدها، فإن معدل المصابين بداء السكري في الولايات المتحدة يقارب
23.6 مليون شخص، و معدل المصابين في العالم هو 246 مليون شخص، ومن هؤلاء
فإن الغالبية تعاني من داء السكري من النوع 2.