إحباط جريمة احتيال لشبكة من القراصنة في مصر والولايات المتحدةأفادت تقارير صحافية أن السلطات المصرية والأميركية أفشلت مخططًا
إحتياليًّا لقراصنة، يهدف إلى سرقة أموال من آلاف الحسابات في المصارف
الأميركية "يلز فارغو" و"بنك أميركا"، وقد استخدموا البريد الالكتروني
لتضليل ضحاياهم وسرقة أرقام حساباتهم الخاصة. ووجهت الاتهامات الى حوالى
100 شخص معظمهم من الولايات المتحدة الأميركية، يواجهون اتهامات بالتآمر
لارتكاب جريمة خداع إلكتروني واحتيال مصرفي.
القاهرة: فيما وصفت
بأنها أضخم عمليات الاستقصاء البحثي لإحدى جرائم الاحتيال الإلكتروني عبر
شبكة الإنترنت في تاريخ الولايات المتحدة، تمكّنت عناصر من الشرطة في كل
من مصر والولايات المتحدة من إحباط مخطط احتيالي كان يهدف إلى سرقة أموال
من آلاف الحسابات داخل المصارف الأميركية، حسب ما أفادت صحيفة التلغراف
البريطانية. وأشارت إلى أن الشرطة وجهت اتهاماتها في تلك الواقعة إلى ما
يقرب من مئة شخص، وأن ما يزيد عن نصفهم محتجزون في الولايات المتحدة، حيث
يتركز معظمهم في جنوب كاليفورنيا، ونيفادا، وكارولينا الشمالية، والبقية
في مصر.
وتزعم لائحة الاتهام التي قُدِمت في لوس أنجلس أن قراصنة
(هاكرز ) مصريين قاموا باستخدام العديد من الإيميلات لتوجيه ضحاياهم إلى
مواقع بنوك وهمية على الإنترنت، حيث كان يُطلب منهم تقديم أرقام الحسابات
الخاصة بهم. وهو ما كان يسمح للقائمين على المخطط الاحتيالي بشنِّ هجوم
على تلك الحسابات. وتقول الصحيفة ان تمكّن الشرطة من إحباط هذا المخطط
واعتقال هؤلاء المجرمين يأتي تتويجًا لعملية استقصاء دولية بدأت قبل عامين
تحت مسمى كودي هو "Operation Phish Phry ". هذا ويواجه المدانون اتهامات
بالتآمر لارتكاب جريمة خداع إليكتروني واحتيال مصرفي، في حين أشارت
الصحيفة إلى أن آخرين اتهموا أيضًا بارتكاب جريمة سرقة الهوية الآخذة في
الازدياد والتآمر لارتكاب جريمة احتيال حاسوبي.
وفي غضون ذلك،
نقلت الصحيفة عن كيث بولكار، القائم بأعمال مساعد مدير مكتب التحقيقات
الفيدرالي FBI في لوس أنجلس، قوله: "إن التطوّر التقني الذي استعان به
المتهمون في جريمتهم يمثل نموذجًا متطوّرًا ومقلقًا بالنسبة إلى الطريقة
التي ترتكب من خلالها الآن جرائم سرقة الهوية. كما يتم تجنيد الجماعات
التي تتميز بدهاء جنائي هنا وبالخارج لتجميع التكتيكات والمهارات اللازمة
لارتكاب جريمة سرقة منظمة يساعد الكمبيوتر في إتمامها، بما في ذلك
القرصنة، والاحتيال، وسرقة الهوية، وسط جشع ورغبة مشتركة في النصب على
الأميركيين". ويأتي إحباط هذا المخطط عقب وقوع خرق أمني آخر استهدف من
خلاله القراصنة مئات الحسابات على بريد "الهوتميل".
وفي غضون
ذلك، أفردت صحيفة "واشنطن بوست " الأميركية تقريرًا للحديث عن تلك
الواقعة، قالت فيه ان السلطات في كاليفورنيا ونيفادا وكارولينا الشمالية
ألقت القبض على 33 شخصًا يوم أمس الأربعاء كجزء من حملة دولية على "واقعة
للخداع" والاحتيال تتم عبر البريد الإلكتروني للنصب على الأشخاص من أجل
سرقة تفاصيل بياناتهم الشخصية وكذلك المالية بتحويلهم إلى مواقع إلكترونية
وهمية. وذكرت الصحيفة أن مكتب التحيقيق الفدرالي (FBI) أشار إلى أن
السلطات في مصر وجهت اتهاماتها لما لا يقل عن 47 شخصًا من المتآمرين
المتشاركين (غير المدانين حتى الآن) في تلك الواقعة المستمرة منذ يناير /
كانون الثاني عام 2007 وحتى شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
ووفقًا
للائحة الاتهام التي أعيدت الأسبوع الماضي من قبل هيئة محلفين اتحادية في
لوس أنجلس، فقد استعان المتهمون في مصر بإيميلات لجذب عملاء مصرفي "ويلز
فارغو" و"بنك أوف أميركا" وتوجيههم إلى مواقع بنكية زائفة على الإنترنت من
أجل سرقة أسماء المستخدمين وكلمات السر الخاصة بهم. ثم قام المتهمون
المصريّون باختلاس الأموال من حسابات الضحايا وقاموا بتحويلها إلى حسابات
أخرى جديدة قام بفتحها المتهمون الموجودون في الولايات المتحدة. من
جانبها، قالت لورا إيميلر، الناطقة باسم المكتب الميداني لمكتب التحيقيق
الفدرالي (FBI) في لوس أنجليس، ان تلك المجموعة تمكنت – وفقًا لما يُعتقد
– من خداع عديد الآلاف من الأشخاص بالإيقاع بهم في فخ التنازل عن أوراق
اعتمادهم المصرفية على الإنترنت. وفي الوقت الذي وجهته فيه اتهامات
للمجموعة بتحويل مبلغ يزيد عن 1.5 مليون دولار إلى حسابات وهمية، نفت
إيميلر أن يكون قد تم سحب كل هذا المبلغ نظرًا لقيام البنوك في نهاية
الأمر بالتعاون مع السلطات لتحديد الحسابات التي تتلقى تحويلات احتيالية.