بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ((لاَ تَحْسَبَنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وّيُحِبّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنّهُمْ بِمَفَازَةٍ مّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ال عمران 188
وقال البخاري: حدثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا محمد بن جعفر حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} الاَية، وكذا رواه مسلم من حديث ابن أبي مريم
صفتان من صفات المنافقين تحدثت عنهما هذه الآية الكريمة من القرآن الكريم وهما :
1ـ فرح المنافق إذا نجح في تضليل الآخرين
2ـ حب المنافق أن يحمده الناس على شيء لم يفعله
فلقد كان المنافقون يفرحون إذا ظنوا أنهم استطاعوا أن يقنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بأعذارهم للتخلف عن الجهاد في سبيل الله أي إذا استطاعوا إخفاء الحقيقة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا شأن المضللين في كل زمان فهم يفرحون بما صنعوه من تضليل .
وطبيعة المضلل تقتضي الخداع والكذب والذي يستطيع التضليل إنه بلا شك يملك المقدرة على خداع الناس وتضليلهم وإذا نجح في ذلك فإنه يفرح ويسعد لعدم كشف الناس لتدجيله عليهم وتضليله لهم.
هذا والله تعالى اعلم