خلصت دراسة طبية جديدة إلى أن الغذاء الغني بمركبي "لوتين" و"زياكسانثين" المتوفرين في الجزر والخضروات الخضراء والصفراء، كالذرة الصفراء والبروكولي والبازلاء والقرع، تتيح وقاية من عطب البصر لاحقا مع التقدم في العمر.
والمعلوم أن هذه المركبات المعروفة بـ"الكاروتينويدز" (carotenoids) هي التي تمنح الفاكهة والخضروات وصفار البيض ألوانها المألوفة المميزة لها.
ويقول الباحثون إن هذه المركبات قد لا تؤدي إلى بصر حاد في الظلام، ولكن هذه الخضروات ذات الألوان الخضراء والصفراء اللامعة لها خصائص معززة لحاسة البصر.



قام بالدراسة فريق بحث من جامعة ويسكونسن الأميركية بقيادة الدكتورة سوزان مولر، وقد نشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة "أرشيف الأوبثومولوجيا" المتخصصة بطب وجراحة العيون، وعرضتها شبكة نيوزمديكال نت.
وأجرى الباحثون دراستهم على نساء في سن اليأس، ووجدوا لديهن ارتباطا بين الاستهلاك المرتفع من هذه الخضروات وبين انخفاض مخاطر الإصابة بالضمور البقعي لشبكية العين المترافق للتقدم في العمر (AMD).
وفي بداية الدراسة، قامت المشاركات بالإجابة على أسئلة استبيان يساعد على تقييم مكونات غذائهن قبل 15 سنة من بداية الدراسة. كما أخذت عينات دم من المشاركات لتحديد مستويات مركبات الكارتينويدز، والتقطت صور ملونة لشبكية العين وذلك لاستخدامها في اكتشاف وجود أو تفاقم الضمور البقعي فيها.
درس الباحثون حالات لمشاركات تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما، واللاتي كن يتناولن محتوى غذائيا، عاليا أو منخفضا، من مركبي "لوتين" و"زياكسانثين"، ووجدوا أن تعاطي محتوى مرتفع من المركبين على مدى 15 عاما كان مرتبطا مع انخفاض مخاطر حدوث ضمور بقعي متوسط المرحلة في شبكيات نساء تحت سن 75 عاما.
والمعلوم أن الضمور البقعي لشبكية العين هو المسبب الرئيسي لفقد البصر لدى الأفراد المتقدمين في العمر في البلاد المتقدمة، وهو يحدث عندما تبدأ في التدهور المنطقة الخلفية للشبكية المسؤولة عن إنتاج الرؤية الحادة، مع التقدم في العمر.
وهذه الحالة لا علاج لها حتى الآن، لكن الأبحاث تشير إلى أن مركبي "لوتين" و"زياكسانثين" قد يساعدان في مكافحة الضمور البقعي للشبكية، إذ إنهما يقومان بامتصاص الضوء الأزرق المسبب لعطب الشبكية، ويمنعان هجوم مجموعات الذرات المدمرة المعروفة بالجذور الحرة أو "free radicals"، ويقويان أغشية خلايا العين.

بارك الله فيك