آلبرت أينشتاينAlbert Einstein حياتهوُلد أينشتاين في مدينة أُولم الألمانية في العام 1879 وأمضى سِني يفاعته في ميونخ. كان أبوه "هيرمان أينشتاين" يعمل في بيع الرّيش المستخدم في صناعة الوسائد، و عملت أمّه "ني بولين كوخ" معه في إدارة ورشةٍ صغيرةٍ لتصنيع الأدوات الكهربائية بعد تخلّيه عن مهنة بيع الرّيش. تأخر أينشتاين الطفل في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفاً كبيراً بالطبيعة، ومقدرةً على إدراك المفاهيم الرياضياتية الصعبة، وقد درس لوحده الهندسة الإقليدية. وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل أينشتاين مدرسة إعدادية كاثوليكية وتلقّى دروساً في العزف على آلة الكمان. وفي الخامسة من عمره، أعطاه أبوه بوصلة، وقد أدرك أينشتاين آنذاك أن ثمّة قوةً في الفضاء تقوم بالتأثير على إبرة البوصلة وتقوم بتحريكها.عملهجرأة العالم أينشتاين في شبابه حالت بينه وبين الحصول على عمل مناسبٍ في سلك التدريس، لكن وبمساعدة والد أحد زملاء مقاعد الدراسة حصل على وظيفة فاحص (مُختبِر) في مكتب تسجيل براءات الاختراع السويسري في العام 902. تزوج أينشتاين من صديقته "ميلِفا" في 6 كانونالثاني (يناير) 1903 ورُزق بمولودٍ ذكر حمل اسم "هانز" في 14 من أيار(مايو) عام 1904. وفي هذه الأثناء، أصبح عمل أينشتاين في مكتب التسجيلالسويسري دائماً، وقام بالتحضير لرسالة الدكتوراه في نفس الفترة، وتمكن منالحصول على شهادة الدكتوراه في العام 1905 من جامعة زيورخ، وكان موضوعالرسالة يدور حول أبعاد الجزيئات. وفي العام نفسه، كتب أينشتاين 4 مقالاتٍعلميةٍ دون الرجوع للكثير من المراجع العلمية أو التشاور مع زملائهالأكاديميين، وتعتبر هذه المقالات العلمية اللبنة الأولى للفيزياء الحديثةالتي نعرفها اليوم.درس أينشتاين في الورقة الأولى ما يُعرف باسمالحركة البراونية Brownian motion، فقدم العديد من التنبُّؤات حول حركةالجسيمات الموزعة بصورةٍ عشوائية في السائل. عرف أينشتاين "بأبي النسبية"،تلك النظرية التي هزت العالم من الجانب العلمي، إلا أن جائزة نوبل مُنحتله في مجال آخر (المفعول الكهرضوئي) وهو ما كان موضوع الورقة الثانية.والعجيب في الأوراق العلمية الأربعة التي كتبها أينشتاين هو تناوله لفكرةٍما من الفيزياء النظرية ومطابقتها مع العواقب المنطقية لتلك الفكرةوالتوصل إلى نتائج تجريبية نظرية مما أبهر وحير العلماء آنذاك.النظريـّـة النسبيـّـة الخاصـّـةورقة أينشتاين العلمية الثالثة كانت عن "النظريـّـةالنسبيـّـة الخاصـّـة". فتناولت الورقة الزمان، والمكان، والكتلة،والطاقة. وأسهمت نظرية أينشتاين بإزالة الغموض الذي نجم عن التجربةالشهيرة التي أجراها الأمريكيان الفيزيائي "ألبرت ميكلسون والكيميائيإدوارد مورلي" أواخر القرن التاسع عشر في عام 1887، فقد أثبت أينشتاين أنموجات الضوء تستطيع أن تنتشر في الخلاء دون الحاجة لوجود وسط أو مجال، علىخلاف الموجات الأخرى المعروفة التي تحتاج إلى وسط تنتشر فيه كالهواء أوالماء! وأن سرعة الضوء هي سرعة ثابتة وليست نسبية مع حركة المراقب(الملاحظ). تجدر الإشارة إلى أن نظرية أينشتاين تلك تناقضت بشكل كلّي معاستنتاجات "إسحاق نيوتن". ذُهل العالم بنظرية أينشتاين النسبية الخاصة لأنالحقيقة المطلقة المتعلقة بالزمان والمكان والأبعاد أصبحت مرفوضة. جاءتتسمية النظرية بالخاصة للتفريق بينها وبين نظرية أينشتاين اللاحقة التيسُمِّيت بالنسبية العامة.ويشاع أن أينشتاين الطفل قد رسب في مادة الرياضيات فيما بعد، إلا أن المرجح أن التعديل في تقييم درجات التلاميذ آنذاك أثار أن الطفل أينشتاين قد تأخّر ورسب في مادة الرياضيات. وتبنَّى اثنان من أعمام أينشتاين رعاية ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق بالعلوم والرياضيات.بعد تكرر خسائر الورشة التي أنشأها والداه في العام 1894، انتقلت عائلته إلى مدينة ميلانو في إيطاليا، واستغل أينشتاين الابن الفرصة السانحة للإنسحاب من المدرسة في ميونخ التي كره فيها النظام الصارم والروح الخانقة . أمضى بعدها أينشتاين سنةً مع والديه في مدينة ميلان حتى تبين أن من الواجب عليه تحديد طريقه في الحياة؛ فأنهى دراسته الثانوية في مدينة آروا Aarua السويسرية، وتقدَّم بعدها إلى امتحانات المعهد الاتحادي السويسري للتقانة في زيورخ Zürich عام 1895، وقد أحب أينشتاين طرائق التدريس فيه، وكان كثيراً ما يقتطع من وقته ليدرس الفيزياء بمفرده، أو ليعزف على كمانه. إلى أن اجتاز الامتحانات وتخرَّج في العام 1900. لكن مُدرِّسيه لم يُرشِّحوه للدخول إلى الجامعة.كان أينشتاين قد تنازل عن أوراقه الرسمية الألمانية في العام 1896، مما جعله بلا ثبوتية أو انتماءٍ لأي بلدٍ معين! وكان في فترة الدراسة يتناقش مع أصدقائه المقربين في المواضيع العلمية. وبعد تخرجه في العام 1900 عمل أينشتاين مدرّساً بديلاً، وفي العام الذي يليه حصل أينشتاين على حق المواطنة السويسرية.[center]
[b]منتصف حياته
في العام 1906 ارتقى أينشتاين في السلم الوظيفي إلى
مرتبة فاحص فني من الدرجة الثانية، وفي العام 1908 مُنح إجازةً لإلقاء
الدروس والمحاضرات من "بيرن" في سويسرا. ووُلد الطفل الثاني لأينشتاين
الذي سُمِّي "إدوارد" في 28 تموز (يوليو) 1910، وطلّق أينشتاين بعدها
زوجته ميلِفا في 14 شباط (فبراير) 1919 وتزوج بعدها من ابنة عمه "ايلسا
لوينثال" التي تكبره بثلاث سنوات في 2 حزيران (يونيو) 1919.
بالنسبة لأولاد أينشتاين، فقد أُصيب أحدهما بمرض
انفصام الشخصية ومات فيما بعد في المصح العقلي الذي تولى علاجه ورعايته.
أمّا الإبن الثاني، فقد انتقل لولاية كاليفورنيا الأمريكية للعيش فيها ومن
ثم أصبح أستاذاً (دكتور) في الجامعة، وكانت اتصالاته مع والده محدودةً
جداً.
في العام 1914 وقبيل الحرب العالمية الأولى، استقر
أينشتاين في مدينة "برلين" الألمانية. ولم يكن أينشتاين من دعاة الحرب
ولكنه كان يهودياً مما تسبب بشعور الوطنيين الألمان بالضيق تجاه هذا
الرجل، وتأجج هذا الإمتعاض لأينشتاين من قبل الوطنيين الألمان عندما أصبح
أينشتاين معروفاً على المستوى العالمي بعدما خرجت مجلة الـ "تايم"
الأمريكية في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1919 بمقالٍ يؤكد صحة نظرية
أينشتاين المتعلقة بالجاذبية.
الأعوام اللاحقة
بوصول القائد النازي "أدولف هتلر" إلى السلطة في
العام 1933 تزايد الكره تجاه أينشتاين فاتهمه الوطنيون الإشتراكيون بتأسيس
"الفيزياء اليهودية"، كما حاول بعض العلماء الألمان النيل من حقوق
أينشتاين في نظرياته الأمر الذي دفع أينشتاين للهرب إلى الولايات المتحدة
الأمريكية والتي منحته بدورها إقامةً دائمةً، وانخرط في "معهد الدراسات
المتقدمة" التابع لجامعة "برينستون" في ولاية "نيو جيرسي". وفي العام
1940، صار أينشتاين مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بأوراق مواطنته السويسرية.
السنوات الأخيرة
كان آينشتين محبا للسلم ويكره الحرب وفي نداء
تلفزيوني إلى تورمان رئيس الولايات المتحدة الاسبق قال ((لقد كان من
المفروض أول الامر أن يكون سباق التسلح من قبيل التدابير الدفاعية. ولكنه
اصبح اليوم ذا طابع جنوني. لأنه لو سارت الامور على هذا المنوال فسيأتي
يوم يزول فيه كل أثر للحياة على وجه البسيطة)) وعندما سئل عن الحرب
العالمية الثالثة قال: ((أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في
الحرب العالمية الثالثة، لكني أعرف أنه سيستخدم العصا و الحجر في الحرب
العالمية الرابعة.
عرضت الحكومة الإسرائيلية على أينشتاين منصب رئيس
الدولة في العام 1952 ولكن أينشتاين رفض هذا العرض الإسرائيلي .وفي العام
1955، توفي العالم أينشتاين دون أن يجد حلاً لنظرية الجاذبية العامة،
وحُرق جثمانه في مدينة "ترينتون" في ولاية "نيو جيرسي" في 18 نيسان
(أبريل) 1955 ونُثر رماد الجثمان في مكان غير معلوم، وحُفظ دماغ العالم
أينشتاين في جرّة عند الطبيب الشرعي "توماس هارفي" الذي قام بتشريح جثته
بعد موته.
معتقداته
كان أينشتاين يعتقد بـ "الإله الذي يتناغم مع كل ما
هو موجود في الكون لا الإله الذي يتدخل بأقدار وتصرفات الإنسان"! وفي
سؤالٍ مباشرٍ عن أقرب الأديان إلى معتقداته، أجاب أينشتاين بأنها
"البوذية".
مختارات من أقوال أينشتاين
-الشيئان الذان ليس لهما حدود، الكون و غباء الإنسان، مع أني لست متأكدا بخصوص الكون.
-أهم شيء أن لا تتوقف عن التساؤل.
-أجمل إحساس هو الغموض، إنه مصدر الفن والعلوم.
-كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان عَمِل بحرية.
-إذا لم يوافق الواقعُ النظريةَ، غيِّر الواقع.
-الجنون هو أن تفعل الشيء مرةً بعد مرةٍ وتتوقع نتيجةً مختلفةً.
-الحقيقة هي ما يثبُت أمام إمتحان التجربة.
-يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
-الخيال أهم من المعرفة.
-الحقيقة ليست سوى وهم، لكنه وهم ثابت.
-يبدأ الإنسان بالحياة، عندما يستطيع الحياة خارج نفسه.
-أنا لا أفكر بالمستقبل، إنه يأتي بسرعة.
-من لم يخطئ، لم يجرب شيئاً جديداً.
-العلم شيءٌ رائعٌ، إذا لم تكن تعتاش منه.
-سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك.
-العلم ليس سوى إعادة ترتيبٍ لتفكيرك اليومي.
-لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها.
-الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.
-المعادلات أهم بالنسبة لي، السياسة للحاضر والمعادلة للأبدية.
-إذا كان أ= النجاح . فإن أ = ب +ج + ص. حيث ب=العمل. ج=اللعب ص=إبقاء فمك مغلقاً.
-كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة، وكلما اقتربت من الثبات أصبحت غير واقعية.
موقف طريف
سئم اينشتاين من تقديم المحاضرات بعد أن تكاثرت
عليه الدعوات من الجامعات والجمعيات العلمية، وذات يوم وبينما كان في
طريقه إلى المحاضرة..
قال له سائق سيارته:
أعلم يا سيدي أنك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الأسئلة،
فما قولك في أني أنوب عنك في محاضرة اليوم ،
خاصة أن شعري منكوش ومنتف مثل شعرك..
وبيني وبينك شبه ليس بالقليل ..
ولأني استمعت إلى العشرات من محاضراتك فإن لدي فكرة لا بأس بها عن النظرية النسبية…؟؟؟
فأعجب أينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس..
فوصلا إلى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة وجلس العالِم العبقري الذي كان يرتدي بزة السائق في الصفوف الخلفية. ....
وسـارت المحاضرة على ما يرام...
إلى أن وقف بروفيسور مغرور ... وطرح سؤالاً من الوزن الثقيل وهو يحس بأنّه سيحرج به أينشتاين....
هنا ابتسم السائق الظريف وقال للبروفيسور:
سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلّف سائقي الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالردّ عليه..
وبالطبع فقد قدّم "السائق" رداّ جعل البروفيسور يتضاءل خجلاً.