بسم الله الرحمن الرحيم
بطاقة تعارف القطب الأعظم والإمام الفارس :
هو سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه وأرضاه إمام وحجة الصوفيه
المنفرد فى زمنه بالمعارف،،هو أبو الحسن على بن عبدالله بن عبد الجبار
ينتهى نسبه الىالإمام سيد شباب الجنه وسبط خير البريه،
ابن محمد الحسن ابن أمير المؤمنين على ابن أبى طالب كرم الله وجهه
وابن فاطمه الزهراء بنت رسول الله..
ولد سنة 593 هـ ببلاد المغرب بقرية غماره وتوفى سنة 656 هـ عن عمر يناهز 63 عام .
كان رضى الله عنه أدم اللون ... نحيف الجسم ... طويل القامه ... فصيح اللسان ...
عذب الكلام ... جميل المظهر ..يلبس أحسن الثياب ويتعطر ...
يحب الخيل ويقتنيه ويركبه فقد كان فارسا ...
كان يأكل أحسن الطعام و كان ينصح مريديه بالإعتدال .
نشأته ودراسته:
ولد ونشأ فى قريه صغيره تسمى غماره وهناك تلقى علوم القرآن
والحديث على يد شيوخها اتجه بعد ذلك الى مدينة فاس وسلك طريق التصوف
على يد الصوفى الكبيرعبدالله بن ابى الحسن بن حرازم وهو تلميذ
سيدى ابى مدين مؤسس الطرق الصوفيه. بعد ذلك توجه لمدينة تونس
وتلقى علوم الشريعه وتفقه على مذهب مالك ودرس علوم الفقه والادب
وقد نبغ سيدى ابو الحسن فى علوم الدين (وسائل وغايات)
وبرع فيها براعه كبيره إذ قال عنه ابن عطاء الله السكندرى
"انه لم يدخل طريق قوم حتى كان يعد للمناظره فى العلوم الظاهره " .
وكان مع بلوغه هذه المنزله يقول: " من لم يزده علمه إ فتقارا الى ربه
وتواضعا لخالقه فهو هالك" .كان العلم عنصرا من عناصر شخصية الشاذلى
وكان يعتبرالجهل و الرضا به من الكبائر بل من أكبر الكبائر فكان يقول
" لا كبيره عندنا أكبر من إثنين حب الدنيا بالإيثار والمقام على الجهل بالرضا
فحب الدنيا أساس كل خطيئه والمقام على الجهل أصل كل معصيه" .
هجرة إلى الله.. وبحث عن الشيخ:
شعر السيد أبو الحسن أنه ما يملك من علوم ظاهره لا تروى طلبه الملح
فى القرب من الله..وإضاءة قلبه بالمعرفه وكشف الحجب ...
كيف يسير فى الطريق ؟ و من أين يبدأ ؟؟؟ .
سافر الى بغداد فهى منذ العهد العباسى محط أنظار طلاب الدنيا والدين.
التقى يالآولياء وكان قمتهم..فى نظره أبو الفتوح الواسطى ولكنه كان يبحث
عن القطب ذاته فدله الشيخ الواسطى على شيخه واستاذه القطب الجليل
محمد ابن عبد السلام ابن مشيش وقال له تطلب القطب فى العراق وهو ببلادك ارجع للمغرب .
أدب الدخول على المعلم
يغتسل العالم الجليل فى عين أسفل الجبل الذى يقيم استاذه على قمته
ويخرج من علمه وعمله ويصعد الى شيخه فقيرا . نتعلم منه أن طالب العلم
عليه العوده الى صفر الأفكار مجددا ليمهد نفسه لاستقبال فيوضات من يعلمه.
جاء السيد أبو الحسن مخلصا فى طلب القرب من الله فيلقاه الشيخ الذى هبط
هو الآخر ليستقبله وقد علم بقلبه بقدوم تلميذه وبدأ بذكر اسم سيدنا أبو الحسن
بالكامل وصولا الى جده رسول الله .
من هو معلمه القطب؟
كلمة "القطب" في الأدب الصوفي تدل على الشيخ المعلم العظيم
الذي يعتبر مركزا مضيئا للكثيرين من البشر الطالبين والسائلين القرب والمعرفة بالله.
وجاءت هذا التعبير مستلهما من معنى "القطب" في الطبيعة وهو كوكب عال جدا
منير تدور حوله مجموعه قطبيه. وكما تدور الرحى حول قطبها لتطحن القمح
رمزا للخبز -وهو رمز من رموز الحياه- تدور الكواكب حول كوكب القطب الذى
من فرط علاه يبدو ثابتا فى عليائه. وهكذا كان العارفون بالله يعتبرون
الشيخ "عبد السلام ابن مشيش" ، فيقول عنه صاحب الدرر البهيه:
"هو القطب الأكبر والعلم الأشهر والطود الأظهر العالى السنام هو البدر الطالع
الواضح البرهان الغنى عن التعريف والبيان المشتهر فى الدنيا قدره .
من تعاليم القطب الكبير لتلميذه :
"
حدد بصر الآيمان تجد الله فى كل شىء ". وكان من دعاء ابن مشيش الى الله
انه يريد أن يكون معروفا لدى الملأ الأعلى وليس معروفا بين الناس فكان
دعاؤه "اللهم إن قوما سألوك إقبال الخلق عليهم و تسخيرهم لهم اللهم
إنى أسألك إعراضهم عنى وإعوجاجهم على حتى لا يكون لى ملجأ إلا لك " .
وعندما سأله أبو الحسن لماذا يدعو بهذا الدعاء قال له :
" يا على أيهما خير لك تقول كن لى أم سخر لى قلوب عبادك ؟؟،
فإذا كان لك كان لك كل شىء " .وقد حقق الله له ذلك و عرف من خلال تلميذه
أبو الحسن إذ قال لآبى الحسن وهو يودعه بعد أن إنتهت فترة إقامته عنده :
يا على ارتحل الى افريقبا واسكن بها بلدا تسمى ( شاذله ) فإن الله يسميك
( الشاذ لى) الذال يعنى ( المفرد لخدمتى)، ويؤتى عليك من قبل السلطنه
وبعد ذلك تنتقل الى أرض المشرق وبها ترث القطابه .
" يا على طلعت الينا فقيرا من علمك وعملك فأخذت متاعى الدنيا والآخره ".
ثم سأله النصيحه فقال الشيخ: " يا على الله الله والناس الناس نزه لسانك عن
ذكرهم وقلبك من التمايل من قبلهم و عليك بحفظ الجوارح وأداء الفرائض
وقد تمت ولاية الله عندك ولاتذكرهم الا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك
" ثم قال له: علي هو ابن مشيش وابن مشيش هو علي.
* ومن هنا نجد أن المعلم المستنير ... و القطب الجليل يرى وجوده
فى وجود مريديه فهو فيهم و هم فيه. وإرتحل أبو الحسن الى شاذله فى تونس .
يتبع ان شاء الله تعالى..