إخباره عز و جل أن السماء سقف محفوظ :
قال تعلى : [ و جعلنا السماء سقفاً محفوظا و هم عن آياتها معرضون ].
و يحدثنا العلماء اليوم بأن الهواء المتراكم فوق الأرض لو كان أقل ارتفاعاً مما هو عليه فإن بعض الشهب التي تحترق بالملايين كل يوم في الهواء الخارجي كانت تظرب في جميع أجزاء الكرة الأرضية في إمكانها أن تشعل كل شيء قابل للإحتراق و لما كانت السماء سقفاً منيعاً يحفظ الأرض و ما فيها من هذه الشهب .
إخباره عز و جل أن المسافات بين النجوم عظيمة :
قال تعالى :[ فلا أقسم بمواقع النجوم * و إنه لقسم لو تعلمون عظيم ].
و الإنسان القديم كان يرى القبة السماوية و ما فيها من نجوم متراصة كأنها المصابيح و لكن لم يكن يعلم البعد بين كل نجم و أخر و كم يبلغ حجم هذا الكون إنه بكل تأكيد لم يدر بخلده أن المسافات بين النجوم كما يحدثنا علماء الفلك تبلغ حد الخيال و هي جذير بأن يقسم بها الخالق عز و جل لعظمها فإن مجموعات النجوم التي تكون أقرب مجرات السماء منا تبعد عنا بنحو 700000 سنةضوئية و السنة الضوئية تعادل عشرة ملايين الملايين من الكيلومترات قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله في اعلام النبوة فإذا ثبت إعجاز القرآن من هذه الوجوه كلها صح أن يكون كل واحد منها معجزاً فإذا جمع القرآن سائرها كان إعجازه أقهر و حجاجه أظهر و صار كفلق البحر و إحياء الموتى قلت بل هو أعظم من ذلك و أبهر فهو معجزة باقية إلى اليوم و إلى ما بعد اليوم في حين ذهبت معجزات الرسل الأولين و ماتت بموتهم .
تأثير السرعة و الارتفاع على السمع و البصر : ـ
قال تعالى : ـ [لم تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا]
قال تعالى : ـ [و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم و لا أبصاركم و لا جلودكم]
في هذه الآيات يشير القرآن الكريم إلى وظيفتي السمع و البصر ، وقدم عز و جل السمع لأنه أسرع نضوجاً في الجنين حيث يكتمل في الشهر الخامس من حياته و هو أهم في التعليم و التعلم و أعمق رسوخاً في ذاكرة الطفل، و تبين الحقائق العلمية السالفة الإعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة منها : ـ
1- من المعروف فيزيولوجياً أن المرء يفقد حس البصر قبل فقدانه حس السمع عند بدء النوم أو التخدير أو عند الاحتضار قبيل الموت أو عند هبوط ضغط الأوكسجين في الهواء كما يحصل عند صعود المناطق الجبلية المرتفعة أو عند الطيران في الأجواء العليا أو عند فقر دم الدماغ كما يحصل للصائم مثلاً إن ملأ معدته بغذاء وفير و بسرعة كبيرة أو عند النهوض السريع أو المفاجيء من وضع الاستلقاء ، ففي كل هذه الحالات لا يفقد حس السمع إلا بعد فقدان حس البصر بفترة قصيرة
يولد التسارع و التعجيل الشديد عند الطيارين أو عند رواد الفضاء أثناء الطيران و الارتفاع السريع تجاذباً موجباً يؤثر على البصر و يسبب ضباب الرؤية قبل فقدانها تماما و الاصابة بالعتمة التامة ، و لا يفقد الطيار في هذه الأحوال حس السمع كله بل يبقى جزء كبير منه لفترة تالية تبقيه باتصال صوتي مع المحطات الأرضية