قال لي صديق هل نحن في دنيا البشر أم في غابة تحوي الحيوانات الشرسة والشرسة فقط ؟
قلت/ نحن في دنيا الناس. ومن الناس ما قتل. وان لم يكن بسيف أو خنجر مسموم ،الا أن قتلي
كثيرين كانت حصائد لأيدي البشر وألسنتهم وسواد قلوبهم ...قال
قال/ والحيرة ترتسم علي وجهه ومن أين يأتي سواد القلوب هذا ؟؟؟
قلت// بعدا عن الله وقول بغير عمل وعمل يخالف القول وحسدا يذهب النوم وحقدا يغذيه شيطان ماهر
قال/ حسنا أصدقك قولا ما صنعت معروفا في بني البشر الا وقوبلت باجحود والنكران فما قولك في هذا ؟؟
ان كان كما تقول فأجرك علي الله أما ان كنت تنتظر من البشر فلقد أجابوك ثم اني لا أعفيك من خطأ جهلك بمن حولك أوقعك
مرارا وتكرارا في هذا الموقف الذي تشتكي منه الآن
قال /والألم مرتسم علي جبينه نعم أخطات حين تصورت أن البشر سيتعاملون معي كما أتعامل معهم أخطأت حين ألقيت الائمة
عليهم ولم أحمل نفسي شيئا فما أسها أن تلقي علي غيرك وتنسي نفسك فلا تقف معها وقفة تصحيح تغير من واقعك المرير
فتظل هكذا من موقف الي آخر دون نهاية لما يحدث .نعم أخطيء حين أري من حولي بلباس أبيض ناصع البياض
قلت :هون علي نفسك واحمد ربك أنك لست مثلهم وحاذر أن تكون مثلهم بحجة أن الكل هكذا فتلك طامة كبري وطريق يصعب
الرجوع منه ان ولجته
قال/ لا أنكر أنني حاولت أن أخرج من هذه الدائرة المليئة بالأشواك لأعاملهم بالمثل ولكن سرعان ما وجدت نفسي أتراجع عن
هذا الطريق فلقد تذوقت طعم الجحود والغدر وما أقسي وأمر طعمه
صمت قليلا ثم قال مارأيك بهذه المقولة يا أخي (سوء الظن من حسن الفطن ) هل تؤمن بها ثم مارأيك بمن يتعامل مع الناس
علي أنه سيء حتي يثبت العكس
قلت// ما أصعب سؤالك هذا اما الأولي فسوء الظن أوسع أبواب الشك والظن الذي ربما لا تستقيم معه الحياة فاتشكيك في كل
الأحوال خطأ جسيم وسلامة النية من جانبك في كل الأحوال أيضا خطا لا مانع من الحذر الذي يكفل لك الرصد الحقيقي للأحداث
والتعامل مع الأمور في مهدها خير من تفاقمها ...أما الثانية فالناس علي نوعين منهم من يتعامل مع الشخص أنه حسن بظاهر
حديثه وتصرفاته الي أن يكتسب ثقتك ثم بعد ذلك يفعل بك ماشاء ولكن من الممكن أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكن من
المستحيل أن تخدع كل الناس كل الوقت ..وأما من يتعامل مع الشخص أنه سيء حتي يثبت العكس فهو بالتأكيد شخصية حذرة
جدا ومتشككة أيضا ولكن أيضا من السهل أن تخدع مع شخصية أخري أكثر حذرا ودهاء منه خلاصة القول يا أخي لا مانع من
خيط الحذر في كل الأحوال فلا تلقي بأسرارك في أي مكان وجدت فيه كلمة طيبة أو بسمة صفراء والأفضل أن تحتفظ بها في
داخلك فان أفشيتها أنت فلا تلوم أحدا قام بنشرها واحذر ممن تعتقد أنهم أصدقاء قليس كل الصديق صديق وبعد أن تضع ثقتك
كلها بشخص ما احرص منه شديد الحرص فما أكثر الطعنات التي تأتيك ممن تثق بهم
اذا كيف أتعامل مع البشر داخل هذه الغابة التي نحيا بها ؟؟؟؟
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك وان لم يعاملوك .بمثله فكل وعاء بما فيه ينضح ويكفي أن تكون أفضل منهم
تعامل مع الناس بشيء من الحذر وتوقع الغدر منهم فتحسب له حسابه لا تندم علي فعل خير فعلته فما زرعته من المؤكد أن
تحصده وان لم تحصده أنت حصدته أبناءك من بعدك ابتعد عما يثير الحسد والحقد من حولك فليس كل الناس تحمل قلوب
بيضاء تحمل الخير داخلها لمن حولها فلسنا ملائكة ولا معصومين نحن بشر والخطأ عندنا يسبق الصواب نسأل الله عز وجل
أن نكون ممن يحملون داخلهم حبا مجردا لا دخل فيه من رياء ولا منفعه وأن يكون حبا لله خالصا .........عابر سبيل