المعية وهى المصاحبة وتنقسم الى معية خاصة ومعية عامة . ومعية الله الخاصة لا تتواجد إلا مع الموحدين والمؤمنين بالله وهى ملازمة التأيد والنصر لهم. والمعية الخاصة لا تحق للكافرين والعصاة فلا يوجد نص قرأنى يعطى مدلول بأن الله مع الكافرين والمشركين والظالمين ( استغفر الله ) . ومن النصوص القرأنية التى تدل على انفراد المؤمن بالمعية الخاصة هو قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) وقوله تعالى (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) أما المعية العامة هى احاطة قدرة و علم الله بشؤن و أفعال خلقه جميعا كما فى قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) والمعية العامة قد تكون تحذير وتخويف كما فى قوله تعالى (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) (الزمر:16) و المعية الخاصة ملازمة للتوكل على الله وتتجلى المعية الخاصة فى توكل سيدنا موسى على الله حين ضرب البحر بعصاه فنفلق . وأسأل نفسك سؤال ماذا لو ان سيدنا موسى وقف يناقش ويجادل ربه فيقول يا ربى أنى فى مأزق وكارثة فالعدو من ورائى والبحر من أمام وانت تقول لى اضر بعصاك البحر يا ربى فما علاقة ضرب العصا بالبحر وما يحيط بى من كارثة. فعندها عزيزى القارء تكون الفرصة امام فرعون للأجهاز على موسى واتباعه حيث كان الرهان على عنصر الزمن فى تلك الحدث الجليل. لكن توكل موسى على الله واخذه بالأسباب فضرب البحر بالعصا فور تلقيه لأمرالله فحتوته معية الله هو ومن معه. وانظر للنص القرأنى الذى يصور زعر وقلق اصحاب سيدنا موسى الذى كان يحتويه التوكل الصادق لله فتميز عنهم بهدوء المطمئن لتوكله على ربه(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) (62)) كما ضرب لنا سيدنا محمد (ص) اعظم مثل فى معية الله الناتجة عن حسن التوكل على الله حين اندهش ابى بكر من المشركين الواقفين أمام الغار من عدم تفكرهم لحظة بالنظر تحت اقدامهم ولو حدث هذا لشاهدوا الرسول (ص) وابى بكر وقضى عليهم وعلى الدين الأسلام فكان رد الرسول على ابى بكر . (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وما ان انهى الرسول كلمته لأبى بكر حتى اختل تفكير المشركين فمنهم من يقول كيف يمر محمدا وصاحبه على الحمام الراقد على عشه بجوار الغار غير مزعور فلا يطير . ثم تطالوا على الدليل الذى دلهم على الغار قائلين له قول مضحك وهو (هل جننت يا رجل اتريد أن تقول لنا ان محمدا وصاحبه قد نفذا من بين خيوط العنكبوت هيا بنا نبحث عنهما فى مكانا أخر) اخى القارئ ان معية الله كانت معنا جميعا بلا استثناء يوم أن كنا أجنة فى بطون امهاتنا وكانت معنا يوم ان كنا رجالا نحمل السلاح فى حرب اكتوبر المجيد حين اخذ الجنود جميعا يكبرون الله اكبر الله اكبر . فتوكل أخى على الله بقلب خالص معتقدا بعقلك ان الله معك وسوف يسدد ويكلل خطواتك بالنجاح الناتج من التوكل على الله والممزوج بأخذ الأسباب . بقلم / يحيى حسن حسانين اللهم ارحم اموتنا جميعا واجمعنا بهم فى خير يوم نصيروا الى ما صاروا اليه