يكون الاعتراف بالحق فضيلة حسنة عند الخسارة وليس الاعتماد على شماعات من نوعية التحكيم والارهاق أو الاجواء المحيطة الغير رياضية.
وما بين لمسة يد مايكل انيرامو وهدف فرانك لامبارد الغير محتسب في مرمى ألمانيا في اللقاء الشهير في 26 يونيو الفائت الكثير من نقاط التشابه.
والتشابه هنا يأتي من المنافس نفسه ومن الحدث أيضاً فكأس العالم كانت عادلة بنفس الاسلوب الذي كانت عليه البطولة الافريقية وبلا ادنى اختلاف إلا الفارق الزمني الكبير جداً.
في يونيو 2010 احتفلت الصحافة الالمانية بالثأر من ظلم الحكم السويسري جوتفريد دينست في 1966 عندما احتسب هدف جورج هورست الثالث للانجليز والذي ساهم بشدة في تتويج الاسود الثلاثة باللقب العالمي الوحيد في تاريخهم.
احتفال الألمان اتى بعد 44 عاماً عندما حرم الاوروجواياني خورخي لاريوندا الانجليز من هدف تعديل النتيجة لفرانك لامبارد وهو الهدف الذي يراه الايطالي فابيو كابيللو : "كان قادراً على تغيير المباراة في صالحنا".
ولم يكن كابيللو لاعب روما واليوفنتوس في الستينات وقتها موضع مسئولية لذا لم يصرح للاعلام وقتها بأن الكرة لم تتجاوز خط المرمى لأن الامر لا يعنيه وهذا حقه كما كان حق الانجليز الاحتفال فكان عليهم الخضوع بعد 44 للنتيجة الجديدة والرباعية الألمانية.
فضل وانيرامويتحدث البعض عن اختلاف جذري بين وضوح لمسة انيرامو وعدم ظهور يد فضل بهذا الشكل وهذا لا يبدو منطقياً.
الهدف الأول للاهلي في القاهرة قبل اسبوعين لم يجد اعتراضاً من البدري ووجد الاحتجاج من البنزرتي لكن الوضع اختلف في رادس.
السؤال هل كان انيرامو على ثقة أن الحكم سيحتسب الهدف حتى لو جاء بهذه الطريقة؟ وهل كان فضل لا يقصد لمس الكرة باليد؟ لكن الحكم هو المسئول، الاجابة أن كل الطرق تؤدي إلى نتيجة التعادل 1-1 بين الاثنين واذا قمنا بالغاء الهدفين فالنتيجة 1-1 في القاهرة و0-0 بتونس ليتأهل التوانسة واذا اعتبرنا هدف فضل قانونيا فلنعتبر هدف انيرامو محل شك ومن الممكن احتسابه.
مارادونا 90في 1986 كانت يد الاسطورة دييجو ارمندو مارادونا حاسمة في تأهل التانجو لنصف النهائي واعترض الانجليز لكن دون جدوى وخرجوا من اللقاء التاريخي مبهورين بهدف مارادونا الآخر.
بعد اربع سنوات كان مارادونا يبكي بسبب الظلم التحكيمي الذي وصفه بأنه كان السبب في اضاعة المونديال وتتويج الالمان به.
الاعتراض يختلف بحسب اسم الخصم وطبيعة المنافسة ودائماً ما تكون مباريات الدربي الاقوى والاحمى والاصعب وطءاً فألمانيا ند قديم للانجليز بسبب الحربين العالميتين.
ورغم أن صراع الانجليز مع الارجنتنيين تجدد في 1982 بحرب الفوكلاند إلا أن هذه الحرب نفسها كانت ممتدة من أكثر من 300 سنة، اضافة إلى أن ألمانيا تنتمي لنفس القارة ومع كل ذلك يسعد الفوز على الألمان الانجليز أكثر من أي منافس كما يحزن العرب للخسارة من فرق عربية أكثر من أي هزيمة أخرى.