بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين حبيبنا و نبينا المصطفى الكريم صلوات الله عليه إلى يوم الدين
كيف نام أهل الكهف من الناحية العلمية؟
حتى
ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة من دون تعرضهم
للأذى والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم فقد وفر
لهم الباري عز وجل الأسباب التالية
تعطيل حاسة السمع
حيث
إن الصوت الخارجي يوقظ النائم وذلك في قوله تعالى: " فضربنا على آذانهم في
الكهف سنين عددا " سورة الكهف الآية11 والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا
حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي
الثامن.ذلك إن حاسة السمع في الأذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة
مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي
ascending reticular activating systemتعطيل الجهاز المنشط الشبكي
الموجود
في الجذع الدماغ والذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن أيضا فرع التوازن حيث
إن هذا العصب له قسمان، الأول مسؤول عن السمع والثاني مسؤول عن التوازن في
الجسم داخليا وخارجيا ولذلك قال الباري عز وجل ( فضربنا على آذانهم ) ولم
يقل ( فضربنا على سمعهم ) أي إن التعطيل حصل للقسمين معا وهذا الجهاز الهام
مسؤول أيضا عن حالة اليقظة والوعي وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة
والإحساس بالمحفزات جميعا وفي حالة تعطيله أو تخديره يدخل الإنسان في النوم
العميق وتقل جميع فعالياته الحيويه وحرارة جسمه كما في حالة السبات
والانقطاع عن العالم الخارجي قال تعالى :" وجعلنا نومكم سباتا" سورة النبأ
الآية 8 والسبات هو النوم والراحه ( والمسبوت ) هو الميت أو المغشى عليه
فنتج عن ذلك ما يلي
المحافظة
على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب
الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم إلا إنها بقيت دائرة خارجه كالخلايا والانسجه
التي تحافظ في درجات حرارة واطئة فتتوقف عن النمو وهي حية
تعطيل
المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة بواسطة الجهاز المذكور اعلاه
كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة الكوابيس
المحافظة على أجسامهم سليمة طبيا وصحيا وحمياتها داخليا وخارجيا والتي منها
التقليب
المستمر لهم أثناء نومهم كما في قولة تعالى: " وتحسبهم أيقاظا وهم رقود
ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو آطلعت عليهم
لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا" سورة الكهف الآية 18
لئلا تآكل
الأرض أجسادهم بحدوث تقرحات الفراش في جلودهم والجلطات في الأوعية الدموية
والرئتين وهذا ما يوصي به الطب التأهيلي حديثا في معالجة المرضى فاقدي
الوعي أو الذين لا يستطيعون الحركة بسبب الشلل وغيره
تعرض أجسادهم وفناء
الكهف لضياء الشمس بصورة متوازنة ومعتدلة في أول النهار وآخره للمحافظة
عليها منعا من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالة كونه معتما وذلك في
قولة تعالى: " وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت
تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو
المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" سورة الكهف الآية 17 والشمس ضرورية
كما هو معلوم طبيا للتطهير أولا ولتقوية عظام الإنسان وأنسجته بتكوين
فيتامين د عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد ثالثا
يقول القرطبي في
تفسيره: وقيل ( إذا غربت فتقرضهم ) أي يصيبهم يسير منها من قراضة الذهب
والفضة أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها إصلاحا لأجسادهم فالآية في ذلك
بان الله تعالى آواهم إلى الكهف هذه صفته لأعلى كهف آخر يتأذون فيه بانبساط
الشمس عليهم في معظم النهار والمقصود بيان حفظهم عن تطرق البلاء وتغير
الأبدان والألوان إليهم والتأذي بحر أو برد القرطبي ،الجامع لأحكام القران
،ج1 ص 369،دار الكتاب العربي القاهرة 1967
وجود فتحة في سقف الكهف تصل
فناءه بالخارج تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن
طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة ( وهي المتسع في المكان ) في الكهف في قولة
تعالى:" وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم
ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن
يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" سورة الكهف الآية 17
الحماية الخارجية
بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة لا هم بالموتى ولا
بالإحياء إذ يرهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلع
عليهم يهرب هلعا من مشهدهم وكان لوجود الكلب في باب فناء الكهف دور في
حمايتهم لقولة تعالى: " وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات
الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو آطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و
لملئت منهم رعبا" سورة الكهف الآية 18 إضافة إلى تعطيل حاسة السمع لديهم
كما ذكرنا أعلاه كحماية من الأصوات الخارجية
سبحان الله