يُستحب الإبتهال إلى الله عَزَّ و جَلَّ عند النظر إلى هلال شهر رمضان بهذا
الدُعاء ، و هو دُعاءُ الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام
) :
أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ ،
الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيرِ ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ
التَّدْبِيرِ ، آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ ، وَ أَوْضَحَ بِكَ
الْبُهَمَ ، وَ جَعَلَكَ آيَةً مِنْ آيَاتِ مُلْكِهِ ، وَ عَلَامَةً مِنْ
عَلَامَاتِ سُلْطَانِهِ ، وَ امْتَهَنَكَ بِالزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ ،
وَ الطُّلُوعِ وَ الْأُفُولِ ، وَ الْإِنَارَةِ وَ الْكُسُوفِ ، فِي كُلِّ
ذَلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ ، وَ إِلَى إِرَادَتِهِ سَرِيعٌ ، سُبْحَانَهُ
مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ ، وَ أَلْطَفَ مَا صَنَعَ فِي
شَأْنِكَ ، جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لِأَمْرٍ حَادِثٍ ،
فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكَ ، وَ خَالِقِي وَ خَالِقَكَ ، وَ
مُقَدِّرِي وَ مُقَدِّرَكَ ، وَ مُصَوِّرِي وَ مُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّيَ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَنْ يَجْعَلَكَ هِلَالَ بَرَكَةٍ لَا
تَمْحَقُهَا الْأَيَّامُ ، وَ طَهَارَةٍ لَا تُدَنِّسُهَا الْآثَامُ ،
هِلَالَ أَمْنٍ مِنَ الْآفَاتِ ، وَ سَلَامَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ ،
هِلَالَ سَعْدٍ لَا نَحْسَ فِيهِ ، وَ يُمْنٍ لَا نَكَدَ مَعَهُ ، وَ
يُسْرٍ لَا يُمَازِجُهُ عُسْرٌ ، وَ خَيْرٍ لَا يَشُوبُهُ شَرٌّ ، هِلَالَ
أَمْنٍ وَ إِيمَانٍ وَ نِعْمَةٍ وَ إِحْسَانٍ وَ سَلَامَةٍ وَ إِسْلَامٍ .
اللَّهُمَّ
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ
عَلَيْهِ ، وَ أَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ ، وَ أَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ
لَكَ فِيهِ ، وَ وَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ ، وَ اعْصِمْنَا فِيهِ
مِنَ الْحَوْبَةِ ، وَ احْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ وَ
أَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَ أَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ
الْعَافِيَةِ ، وَ أَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ
الْمِنَّةَ ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ