الحمد لله رب العالمين خالق السموات و الأرض و جاعل الظلمات و النور و صلى الله وسلم

على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين أجمعين بشر و أنذر ووعد و أوعد أنقذ الله به البشر

من الضلالة و هدى الناس إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات و الأرض

ألا إلى الله تصير الأمور و بعد :

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


قال الله تعالى :

{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ... }

شهر ليس كباقي الأشهر هو شهر الطاعات و الخيرات و البركات ما يزيده فضلا أن القرآن الكريم

أنزل فيه شهر نزل فيه ما هو سبيل لرشادنا و هدايتنا فواجب علينا أن نعمل في هذا الشهر

و نجد في جني الخيرات لعلها تنفعنا يوم الممات ...



هو شهر يحتاج لعبد صابر مثابر فأما صابر فعلى ارتكاب المعاصي و صابر على الجوع و العطش

و أما مثابر ففي السعي للخير و العمل الصالح ..

من شهد منا هذا الشهر فهو في خير عظيم وهو أمام فرصة العمر ربما لن تتكرر العام المقبل

فكم من فلان كان معنا في رمضان الفارط و ليس معنا الآن لذا لا بد من إستغلال الفرصة هذه أحسن

إستغلال و إنتهازها وكأنها آخر فرصة في حياتنا فلا يدري المرء متى يدركه الموت ...




تحدثنا عن الصبر في رمضان هو فرض و يجب على كل مسلم أن يصبر في هذا الشهر وباقي

الشهور وما كان الصبر فرضا إلا لأنه كل منا قادر على بلوغ هذا الخلق إما كرها أو طوعا ....

حديث الشارع الجزائري :

شهر رمضان يحل في موجة حر و استياء من طرف البعض ....

أنا شخصيا أول مرة أشهد هذا الشهر في فصل الصيف لن انظر لعامل الحر من جانبه و زاويته

الضيقة بل هو عامل في صالحنا لن يكون عامل سلبي أبدا بل هو دافع للعمل أكثر

فلنجعل هذا العامل حجة لنا لا علينا حتى يقول المولى عز وجل هاهو عبدي يصوم حتى و في أصعب

المواقف ها هو عبدي العرق يتصبب من جبينه و لازال يتذلل إلي هاهو عبدي لم توقفه لا موجه حر

ولا أي شيئ فحق له أن نجازيه بما هو خير ....





ولكن أيها الإخوة و الأخوات لن يكفي الصبر هنا بل يجب أن نرتقي لما هو أسمى من الصبر لخلق

جليل ألا وهو الرضى بما قدره الله نعم الرضى قال عنه بعض العلماء أنه مستحب فقط وهذا لأنه

لن يدرك معناه ولن يبلغ مقامه و حقيقته الكثير من الناس فهو من أخلاق الصالحين

يمكنكم أن تصبروا في شهر رمضان بإرادتكم أو بغير إرادتكم أما أن يرضى العبد فهذا صعب

أعطيكم مثال

أنا ضربت شخص و تسببت له بإصابات بالغة استدعى للمحكمة فتصدر قرار بسجني مدة عام

خلاص تيقنت أنه لا بد من أن أقضي العام في السجن إذا أمرني أحد بالصبر يمكن لي أن أصبر بل

و أكثر من هذا يجب أن أصبر مهما حدث ولكن إذا طلب مني أن ارضى فهذا صعب و أبدأ في لوم

القاضي ولن ارضى بحكمه هذا فاقول لو اصدر كذا وانتبه لكذا ......



نفس الشيئ أيها الإخوة فالله هو القاضي في حياتنا و قرار القاضي ما هو إلا حكمة المولى عز وجل

إذا لا بد لنا أن نرضى حتى ولو بلغت درجة الحرارة أقصاها بل و أكثر من هذا يجب أن نحمد المولى

عز وجل على كرمه ونعمته علينا ماذا لو يبلغنا المولى تعالى هذا الشهر الكريم ؟

يحكى أنه صحابي فقد بصره و كانت دعوته دوما مستجابة وكان دوما يقصده الناس للدعاء لهم

فيدعو لهم ذات مرة سأله رجل وقال دعوتك مستجابة و أنت تدعي للناس ولكنك كفيف فلماذا

لا تدعو لنفسك ؟ فتبسم وقال لا بد أن نرضى أيضا بما كتبه الله لنا هاهم الرجال حقا







نعم ثمرة الرضى الفلاح و النجاح و بلوغ مقام الصالحين

الصبر و الرضى هما عصفوران نادران في هذا الشهر الكريم لا بد من صيدهما

و اعلموا ان كل هذا باب من ابواب البلاء من المولى عز وجل لعبده لا أكثر و لا أقل

وهي من حكمة المولى عز وجل كان المولى قادر على ان يزيل موجة الحر هذه بل قادر على أن

يجعل رمضان في شهر معتدل جوه ولكن الله يريد بنا خيرا أيها الإخوة

إن اكتفينا بالاعمال التي فرضها المولى فقط لن نبلغ الفردوس و ربما نكتفي بمقام اقل من

جنة الفردوس لكن المولى جعل لنا و الزمنا ببلاء لنبلغ هذه الدرجة العالية فواجب علينا ان نجعلها في

رصيدنا و في ميزان حسناتنا خير من التذمر ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لك أخي الكريم على الموضوع جزاك الله خيراً و بارك الله فيك