ابو صقر عـــضـــو نشـيـط
المشاركات : 81 هوايتي : مهنتي : مزاجي : 7032 170
| | موضوع: ظهور المهدي 29/7/2010, 23:08 | |
| يجب على كل مسلم الإيمان بجميع أشراط الساعة بأنواعها التي أخبر بها الله عز وجل ورسوله، ولا يجوز تحكيم العقل في ذلك إذا صح الحديث في ذلك أو نص عليه القرآن. ومن تلك الأشراط خروج المهدي عليه السلام، فيجب الإيمان به وبما يقع له مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. ظهور المهدي من علامات الساعة الوسطى :-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جيمعاً أيها الإخوة الفضلاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا مع حضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته؛ إنه ولي ذلك، والقادر عليه. أحبتي في الله! حديثنا -بإذن الله تعالى ومدده وتوفيقه- عن العلامة الوسطى، أو عن حلقة الوصل -إن صح التعبير- بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى للساعة، هذه العلامة الوسطى هي: ظهور المهدي عليه السلام، وهذا درس من أهم الدروس التي تملأ قلوب المستضعفين من المسلمين الآن بالأمل في أن الإسلام بموعود الله وبموعود الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم سيظهره الله على الدين كله، فتدبروا معي هذه المحاضرة، فإنها من الأهمية بمكان، والله أسأل أن يقر أعيننا وإياكم بنصرة المسلمين وعز الإسلام. ترجمة المهدي :-
فمن هو المهدي ؟ فكثير من المسلمين لا يعرفون شيئاً عن المهدي. وما هي صفته؟ وما هي العلامة المؤكدة والمميزة لظهوره، لا سيما وقد رأينا كثيراً من الكذابين قد ادعى أنه المهدي؟ فهل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامة مميزة مؤكدة للمهدي الذي سيخرج في آخر الزمان، والذي سيكون بين يدي العلامات الكبرى؟ ثم ما هي الحروب والملاحم والفتن التي سيقود فيها المهدي جيوش المسلمين في الأيام الأخيرة بين يدي الساعة؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها الليلة بحول الله عز وجل وطوله ومدده. أيها الأحبة الكرام: رجل من المسلمين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، من ولد الحسن بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسم المهدي كاسم النبي، واسم أبيه كاسم أبي النبي، فهو محمد أو أحمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضوان الله عليه. الأحوال في زمن المهدي :- والأرض -الآن- تنتظر المهدي في وقت سيقدره الله الرب العلي، إذ لا يعلم وقت ظهور المهدي ملك مقرب ولا نبي مرسل، فهو من الأمور الغيبية التي اختص الله عز وجل بعلمها. يخرج المهدي في آخر الزمان يؤيد الله به الدين، ويملك سبع سنين، فيملأ الأرض عدلاً كما ملأت الأرض جوراً وظلماً. وتنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعم بها قط. وتخرج الأرض في عهده نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويكون المال بغير عدد، نسأل الله أن يعجل بخلافته. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: في زمان المهدي تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم. صفة المهدي :-
وصف النبي صلى الله عليه وسلم المهدي وصفاً دقيقاً كما وصف عيسى ابن مريم عليه السلام، وكما وصف الدجال عليه لعائن الله المتتالية. وصف النبي المهدي بأنه أجلى الجبهة، أي: واسع الجبهة، يقل الشعر عند جانبي الجبهة. وأخبر عليه الصلاة والسلام بأنه أقنى الأنف، والأقنى: هو الأنف الذي له أرنبة دقيقة، وله حدة أو دقة في الوسط، وهذا وصف يبين جمال الخلقة وحسن الصورة والمنظر. يصلحه الله في ليلة واحدة، وقد وقف أهل العلم عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: { يصلحه الله }، فقالوا: يصلحه الله في ليلة واحدة أي: يطهره الله عز وجل من كل ذنب وخبث، وهناك قول ثانٍ وهو: إن المعنى: يهيئه الله عز وجل ويعده للخلافة في أيام الفتن والملاحم الأخيرة التي ستكون بين يدي الساعة. ظهور المهدي ليس أمراً كسبياً :-
ويؤيده الله عز وجل بنصره وعونه؛ إذ إن ظهور المهدي عليه السلام ليس أمر كسبياً منه، يعني: لا ينبغي لأحد أن يقول: بأني سأجتهد بالطاعة والعبادة لأكون المهدي، لا؛ لأن ظهور المهدي ليس أمراً كسبياً، كما أن النبوة ليست أمراً كسبياً؛ وإنما لأن ظهور المهدي أمر قدري في الوقت الذي يشاءه ويريده الرب العلي. ذكر بعض الأحاديث الواردة في المهدي :-
والأحاديث الواردة بشأن المهدي عليه السلام بلغت حد التواتر، والمتواتر عند جمهور العلماء كما تعلمون يفيد العلم القطعي، ومن ثَمَّ فالعلم به واجب، والإيمان به فرض عين على كل مسلم ومسلمة، هذه الأحاديث الثابتة عن النبي الصادق في شأن المهدي منها: ما رواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين، وأقره الذهبي والألباني من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً –يعني: حججاً }. وروى أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أبشركم بـالمهدي ، يبعث المهدي على اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت الأرض جوراً وظلماً، ويرضى عنه –أي: عن المهدي - ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً، فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس }. وروى أبو داود في سننه وصححه الألباني في صحيح الجامع من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تذهبوا أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي }. كيفية معرفة المهدي :-
مما مضى من الأحاديث -أيها الإخوة- يتبين لنا أن الأحاديث الثابتة في شأن المهدي قد تواترت تواتراً معنوياً كما ذكرتُ، السؤال المهم الآين: كيف نعلم ظهور المهدي؟ لقد خرج أناس كثيرون يدعي كل واحد منهم أنه المهدي، فكيف نعلم أن هذا الرجل الذي يقول في مكة أنه المهدي، فكيف نعلم أنه هو المهدي الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟ والجواب: هذا أمر مهم جداً، والنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر لنا علامة أكيدة مميزة للمهدي عليه السلام دون غيره من الأدعياء الكذابين، فتدبر كلام الصادق الأمين! ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم عبث في منامه، أي: تحرك جسمه الشريف وتحركت أطرافه، وفعل شيئاً لم يكن يفعله في نومه، فقلنا: يا رسول الله! صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: { العجب أن ناساً من أمتي يؤمون البيت –أي: البيت الحرام- لرجل من قريش قد لجأ في البيت، حتى إذا كانوا في البيداء –أي: في الصحراء- خسف بهم، فقلنا: يا رسول الله! إن الطريق قد يجمع الناس، قال: نعم، فيهم المستبصر والمجئور -ابن السبيل- يهلكون مهلكاً واحداً، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نيتهم } ومن العلماء المعاصرين من قارن وصف السفياني في أحاديث كتاب (الفتن) لـنعيم بن حماد وطابقها على صدام حسين ، وليس لدينا دليل على ذلك، إنما هو ضرب من المجازفة، وهذا مذكور في كثير من الكتب التي وقفت عليها، حتى ولو كان صدام فيبدوا أنه شر في حياته وفي آخر حياته، فهذا السفياني هو الذي سيخرج بجيشه لقتال المهدي. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: { يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب –قبيلة معروف تسمى قبيلة كلب- ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرم –الذي هو المهدي عليه السلام- فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم }، وفي رواية: { إلا الشريد } يبقي الله عز وجل رجلاً ليخبر عن خسف الله عز وجل للجيش؛ ليشتهر وينتشر خبره وأمره، ولاحظ أن هذه هي العلامة الأكيدة المميزة للمهدي عليه السلام، فإذا ظهر رجل هنالك في مكة، وأعلن عنه أنه المهدي، وخرج جيش لقتاله، فخسف الله بهذا الجيش الأرض علمنا أن ذلك الرجل هو المهدي. فإذا خسف الله عز وجل بالجيش الذي سيخرج لقتال المهدي الأرض، فمعنى ذلك: أن كل المسلمين على وجه الأرض في هذه اللحظة سيعلمون أن الرجل الذي ظهر بمكة هو المهدي، وحينئذ يرحل إلى المهدي كل مسلم على وجه الأرض إلى مكة ليبايعه، ثم يتقدم المهدي هذه الجحافل المؤمنة الطائعة، ليقود بهم الملاحم الأخيرة. أهم الملاحم والحروب التي يقودها المهدي :-
فما هي أهم الملاحم والحروب التي سيقود فيها المهدي عليه السلام كتائب المسلمين في آخر الزمان، وهذا درس من أهم الدروس التي تملأ قلوب المستضعفين من المسلمين الآن بالأمل في أن الإسلام بموعود الله وبموعود الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم سيظهره الله على الدين كله. ما أن يخسف الله عز وجل بالجيش الذي خرج لملاقاة المهدي الأرض، حتى يعلو ذكر المهدي، وينتشر صيته، ويأتيه المسلمون من كل بقاع الدنيا ليبايعوه؛ ليشد المسلمون الصادقون الذين يشتاقون إلى الجهاد في سبيل الله تحت راية خليفة يرفع راية التوحيد والسنة، يشد المسلمون على يد المهدي ويبايعونه على النصرة وعلى الجهاد؛ لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى تحت شعار إحدى الحسنين: إما النصر وإما الشهادة، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الشهادة في سبيله. وبعد خسف الله الأرض بالجيش الذي خرج لقتاله يجتمع للمهدي بعد هذه العلامة المؤكدة جيش كبير جداً من الموحدين من كل بقاع الأرض، ثم لا يجد هذا الجيش بقيادة المهدي وقتاً للراحة ولا للنوم، وإنما يخوضون كثيراً من الملاحم والحروب والمعارك التي تحمر فيها الحدق، ويرتفع فيها صهيل الخيول، وتسمع فيها قعقعة السيوف والرماح، وتبلغ فيها القلوب الحناجر، ويسقط فيها كثير من القتلى والجرحى، حتى تخوض الخيول في برك من الدماء والأشلاء، فلك أن تتصور أن العالم سيقف على قلب رجل واحد لقتال المهدي، وتصور أن العالم كله بعد ظهور المهدي سيقف صفاً واحداً لقتال المهدي! وأبشر فما من معركة سيخوضها المهدي إلا وسينصره الرب العلي. المعركة الأولى: غزو جزيرة العرب. المعركة الثانية: غزو بلاد فارس. المعركة الثالثة: غزو بلاد الروم أي: أوروبا وأمريكا. ومن غزو بلاد الروم: فتح القسطنطينية. المعركة الرابعة: قتال اليهود، والنصر عليهم. المعركة الخامسة: قتال الترك أي: الصين وروسيا واليابان ومنغوليا إلى آخر هذه الشعوب. لو تصورت بعد هذا العرض السريع للملاحم والمعارك التي سيخوضها المهدي كما ذكرت يتبين لك أن العالم كله سيقاتل المهدي عليه السلام، وتدبر معي كلام الصادق المصدوق في الجملة! وسأفصل بعد ذلك إن شاء الله تعالى: يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، الذي ارتقى يوماً المنبر فوصف لأصحابه ما سيكون إلى قيام الساعة، ومما ذكره عليه الصلاة والسلام في الملاحم التي سيقود كتائب المسلمين فيها المهدي عليه السلام ما روى مسلم وأحمد وابن ماجة وغيرهم من حديث نافع بن عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله }. إذاً: المعركة الأولى: فتح بلاد العرب، ثم فتح بلاد فارس، ثم فتح بلاد الروم، ألا وهي أوروبا وأمريكا، ثم فتح الدجال. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال }. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود }. وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري والإمام أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان }، وهي بلاد مشهورة يحدها من الغرب بلاد فارس، ومن الشمال خراسان، ومن الجنوب الخليج الفارسي، أو بحر فارس كما كان يُسمى قبل ذلك عند العرب، يقول عليه الصلاة والسلام: { لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان } وهي حالياً بلاد الصين وروسيا واليابان، هذه المنطقة يقطنها الآن الصينيون والروسيون واليابانيون، وقد وصف النبي وجوههم وصفاً عجيباً كأنه يراهم اليوم صلى فقال: { لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة } –أي: كأن وجوههم كالتروس المستديرة التي غطيت بالجلد، انظر إلى وجه الياباني أو وجه الصيني المستدير كأنه الترس مستدير غطي بنوع من الجلد، لو تفرست ودققت النظر في الوجوه لصليت على من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. وفي رواية مسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك }، ويراد بالترك هنا بلاد الصين وروسيا واليابان ومنغوليا إلى آخر تلك البلاد في تلك المنطقة، { لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر ويمشون في الشعر } هذا وصف جديد، وفي رواية أخرى في البخاري عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة } انظر حتى أبين لك كلام النبي بكلام للنبي نفسه صلى الله عليه وسلم كيف يلبسون الشعر ويمشون في الشعر؟ يقول النبي في رواية البخاري : { لا تقوم الساعة حتى تقاتلون قوماً نعالهم الشعر } أي: أن النعال التي يمشون فيها من الشعر، وأظن من ينظر إلى نعال الصينيين والروسيين واليابانيين في هذه المناطق الباردة يعلم يقيناً أنها تصنع من الشعر، من الفرو المعلوم بلغتنا نحن، ومعظم الثياب التي يرتدونها من الفرو الجلود من الشعر، فلباسهم الشعر ويمشون في الشعر، أي: تصنع نعالهم من الشعر. يقول عليه الصلاة والسلام -بأبي هو وأمي-: { لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه، ذلف الأنوف –هو الأنف الصغير الأفطس- كأن وجوههم المجان المطرقة }. قف بعد هذا الإجمال على هذا التفصيل: فتح المهدي لبلاد العرب :-
المعركة الأولى أو الملحمة الأولى هي: فتح بلاد العرب، وأول جيش سيخرج لقتال المهدي من بلاد العرب، وثبت في بعض الروايات أن الذي سيقود هذا الجيش هو السفياني ، يخرج إليه فينصر الله عز وجل المهدي بمدد غيبي من عنده سبحانه وتعالى، يعني: بأمر قدري بحت لا دخل فيه لبشر، ولا دخل فيه لجيش، فيؤيد الله المهدي في هذه المعركة الأولى والتي ستبين للمسلمين في الأرض أن هذا الرجل هو المهدي حقاً، فيخسف الله عز وجل الأرض بهذا الجيش الذي خرج لملاقاته، وبعد هذه المعركة يخرج المهدي عليه السلام، ويبسط سلطانه على كل جزيرة العرب التي ستفتح أبوابها بعد هذا النصر الغيبي للمهدي عليه السلام، ويتحقق فوراً بعد هذه الخسف قول النبي صلى الله عليه وسلم: { تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عز وجل }. إذاً: الذي يفتح للمهدي جزيرة العرب هو الله تبارك وتعالى، دون قتال أو دون نزال بين جيش المهدي وبين هذا الجيش العربي المسلم الذي سيخرج لملاقاة المهدي بقيادة السفياني . فتح المهدي بلاد فارس :- المعركة الثانية: { ثم تغزون فارس فيفتحها الله }، وبعد سيطرة المهدي وكتائب التوحيد معه على أرض الجزيرة كلها ستخرج بلاد فارس بحدها وحديدها - من الشيعة الذين لا يرقبون في مؤمن من أهل السنة إلاً ولا ذمة- يخرجون لقتال المهدي عليه السلام، فيهزمهم المهدي شر هزيمة،ويتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: { ثم تغزون فارس فيفتحها الله }، فيمتد سلطان المهدي من جزيرة العرب ويتجه إلى ناحية الشرق، إلى ناحية بلاد فارس، فيسيطر عليها سيطرة كاملة بموعود الحق تبارك وتعالى، وبموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم. قتال المهدي للروم :-
المعركة الثالثة: هي الملحمة الكبرى التي وصف النبي أحداثها وصفاً دقيقاً كأنه يحارب في هذا الجيش الذي يقود كتائبه المهدي عليه السلام، هذه الملحمة الكبرى التي سيقودها المهدي بعد السيطرة على بلاد العرب وعلى بلاد فارس هي قتال الروم، هي قتال أوروبا وأمريكا، وتلك هي الملحمة الكبرى، وهي أشد الملاحم وأعظمها على الإطلاق، فبعد المعركة التي سماها بعض أهل العلم: معركة هرمجدون، التي ستأتي بعد فترة الهدنة والمصالحة التي نحن فيها الآن، أي: فترة مصالحة بين المسلمين وبين الروم الآن، وبعدها سيقاتل المسلمون مع الروم -أي: أوروبا وأمريكا- عدواً واحداً، وهذا العدو ربما يكون العدو الشرقي سواء الشيوعي أو الشيعي، وينتصر المسلمون مع الروم في هذه المعركة، وفي طريق العودة يقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: انتصر الصليب، فيغار رجل من أهل الإيمان والإسلام فيقوم إلى هذا الرجل فيدفعه أو يقتله، فحينئذٍ يغدر الروم بالمسلمين، وتقع هذه الملحمة الكبرى التي أخبر عنها الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم. تدبر ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام! والحديث في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم في الأعماق أو بدابق } ودابق مدينة بالقرب من مدينة دمشق السورية، وفسطاط أي: مقر قيادة المهدي سيكون بمدينة بالقرب من دمشق، يعني: ستكون الملحمة في هذه الأرض في أرض المسلمين، في أرض الشام، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: { لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم –أي: الأمريكان والأروبيون- في الأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة بقيادة المهدي من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافوا –أي: للقتال- قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سبوا منا } وستعجبون عندما أتكلم عن فتح القسطنطينية من أن الذي سيشارك في فتح القسطنطينية وسيفتح الله عز وجل على يديه هذه المدينة هم مجموعة كبيرة من أهل الروم ممن أسلموا لله عز وجل، فسيسلم الروم في هذه المعارك بأعداد كبيرة جداً، وينضمون إلى كتائب التوحيد بقيادة المهدي عليه السلام، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: { فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا؛ والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا } ولقد صاروا إخواناً لنا من المسلمين { فيقاتلونهم } تدبر ماذا يقول المصطفى في وصف دقيق عجيب: { فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً }، ينهزم ثلث من جيش المسلمين أي: من الفرَّار أو الكرَّار، والله أعلم بحالهم، يقول النبي في حقهم: { فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم } وتدبر ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق هذا الثلث الثاني: { هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث –أي: المتبقي- لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون -وليس رشاشاتهم- إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم –أي: المسيح الدجال قد خرج- فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، أي: الدجال، فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم } فأما هو إذا رآه عدو الله، أي: إذا رأى الدجال عيسى ابن مريم { فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه -أي: لو ترك عيسى ابن مريم الدجالَ- لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته } أي: فيري عيسى ابن مريم المسلمين الذين معه دم المسيح الدجال في حربته، أي: على رأس حربته التي قتله بها. والنبي عليه الصلاة والسلام يصف هذه المعركة وصفاً دقيقاً آخر في رواية أخرى في صحيح مسلم عن يسير بن جابر ، قال: هاجت ريح حمراء في الكوفة، فجاء رجل ليس له عادة، أي: جاء على غير عادته، فقال: يا عبد الله بن مسعود ! جاءت الساعة، جاءت الساعة، قال: فقعد عبد الله بن مسعود وكان متكئاً -انظروا إلى العلماء- فقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، ثم قال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة). وفسرت لفظة النبي التي في الحديث الأول: { ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً } بأن هذا الثلث ثلث يرتد، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم يفسر بعضه بعضاً. وكلام ابن مسعود رضي الله عنه له حكم الرفع؛ لأن هذه الأمور الغيبية لا يتكلم بها صحابي من عند نفسه، ولا يتكلم بكلام مثل هذا إلا سمعه من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى. يقول: { وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل } وهذه نقطة ثالثة تبين أن الليل سيوقف المعارك، ومن المعلوم أن معارك الطائرات والصواريخ لا يوقفها ليل ولا نهار، { فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء –أي: يرجع هؤلاء وهؤلاء- كل غير غالب } أي: أنها حرب سجال ليس فيها غلبة لأحد، { وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة } وهذا هو اليوم الثالث، يقول عليه الصلاة والسلام: { فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم -أي: الدائرة على أهل الكفر- فيقتتلون مقتلة لم يُر مثلها } هكذا يقول المصطفى، ولما يقول النبي: { لم ير مثلها } يعني: لم ير مثلها صلى الله عليه وسلم، { حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلصهم حتى يخر ميتاً، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد } ولذلك يقول النبي: { فيقتتلون مقتلة لم يُر مثلها }. يقول: { فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح، أو أي ميراث يقاسم، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم } بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، والحديث في صحيح مسلم في أعلى درجات الصحة، يقول عليه الصلاة والسلام: { فيبعثون عشرة فوارس طليعة، إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ أو: من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ }. فيتبين لنا من خلال هذه الأحاديث التي ذكرتها من صحيح مسلم أن هذه المعركة العنيفة بين المسلمين وبين الروم والتي سميت بالملحمة الكبرى التي لم يُر مثلها -كما قال النبي عليه الصلاة والسلام- ستدور رحاها في بلاد المسلمين بالقرب من سوريا أو دمشق يعني: بلاد الشام، بمكان يسمى الأعماق أو دابق، وهذا المكان سيكون فيه مقر قيادة المهدي عليه السلام. وروى أحمد وأبو داود والحاكم ، وصححه الألباني في صحيح الجامع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى } سماها النبي بالملحمة الكبرى، و(فسطاط المسلمين) يعني: مقر قيادة المسلمين { فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها: الغوطة، فيها مدينة يقال لها: دمشق } أي: أنه لم يكن على عهد النبي مدينة تُسمى دمشق أبداً، وهذه علامة من علامات النبوة، بل كل ما أذكره هو من علامات النبوة، يقول: { فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها: الغوطة، فيها مدينة يقال لها: دمشق، خير منازل المسلمين يومئذٍ } ؛ لأنه يكون فيها كتائب المسلمين بقيادة المهدي عليه السلام، والحديث رواه أحمد وأبو داود والحاكم ، وصححه على شرط الشيخين، وأقره الحاكم الذهبي والألباني في صحيح الجامع. إذاً: أول شيء أن الروم حينما يجمعون ويأتون المسلمين تحت ثمانين غاية أو تحت ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفاً كما ذكر المصطفى، يقولون للمسلمين: { خلو بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون لالروم: لا، والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا }، وهذا يدل كما ذكرت على أن كثيراً من نصارى أوروبا وأمريكا سيسلمون بعد موقعة هرمجدون، وسيدخلون في دين الله أفواجاً، فيريد الروم أن يبدءوا المعارك مع المسلمين بالانتقام من هؤلاء الذين تركوا معسكرهم وأسلموا لله عز وجل، وتبدأ المعركة التي قال النبي في حقها: { فيقتتلون مقتلة عظيمة لم ير مثلها }، وينصر الله عز وجل في هذه المعركة المهدي عليه السلام وكتائب جيش التوحيد. وجوب الإيمان بخروج المهدي، وعدم تحكيم العقل في ذلك :- والذي أود أن أقف عنده الآن أننا ذكرنا كلمات صادقة من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، أخبر فيها أن كتائب التوحيد ستعلق سيوفها بشجر الزيتون، وأخبر فيها أن عيسى عليه السلام سيُري المسلمين دماء المسيح الدجال على رأس حربته، وذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أسماء الفوارس، وأنه يعرف أسماء الفوارس وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، وأنا أعلم أن من المسلمين من لا يصدق هذا الكلام ولو كان من عند المصطفى الصادق صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء الذين يعبدون العقل من دون الله عز وجل، ويقدمون العقل على النقل وإن صح. وأنا لا أريد أن أقلل من شأن العقل، وإنما أقول: إن نور العقل لا يصطدم أبداً مع نور الوحي، بل إن شئت فقل -والكلام لـابن تيمية طيب الله ثراه-: إن نور الوحي لا يطمس نور العقل أبداً، بل يباركه ويزكيه ويقويه. لكن لا ينبغي على الإطلاق أن يقدم العقل على صحيح النقل، فإذا صح النقل عن الله وعن رسوله فينبغي أن تسلم، وأن تعلم يقيناً بأن الله سيهيئ الكون في لحظة يريدها ليقع ما أخبر به نبيه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى. وأما كيفية ذلك فليس لمخلوق على وجه الأرض أن يقف على كيفية ذلك، وخذوا كلام أهل الغرب الذين يقولون كلاماً عجيباً في هذا الذي أذكره الآن، فإن من المسلمين -وسامحوني- من يصدق تماماً كلام الغربيين، ووالله! لست مبالغاً إن قلت: إن منهم من يصدق الغرب أكثر من تصديقه لكلام سيد المرسلين، فإذا جاء الكلام من الغرب مدعماً بكلام العلماء وأهل العلم تراه يقول: هذا هو الكلام العلمي الذي يقبله العقل، ومن هؤلاء من كانوا ينكرون حديث الذبابة مع أنه حديث صحيح، ويقولون: كيف تحمل الذبابة الداء في جناح وتحمل الدواء في جناح آخر، كيف ذلك؟ هذا كلام لا يصدقه العقل، بل ومنهم من قال كلاماً شديداً لاذعاً وهو من أهل العلم ممن يشار إليهم بالبنان! فلما صدر هذا البحث العلمي من أكثر من جامعة غربية أوروبية وألمانية وأمريكية وبريطانية، وتبين للعلماء في أواخر القرن العشرين أن الذبابة بالفعل تحمل فيروساً معيناً في أحد جناحيها وفي الجناح الآخر الدواء أو المصل -إن شئت فقل:- الرباني الذي يفسد هذا الفيروس في الجناح الأول، فلما أثبت العلم ذلك أذعن الجميع بعد ذلك لقول الصادق الذي لا ينطق عن الهوى. أقول: وعلماء الغرب يتكلمون عن أحداث هائلة قد تفنى فيها الأسلحة الحديثة، وقد ذكرت أن هذه الأسلحة البيلوجية والنووية والصواريخ والطائرات والدبابات.. إلخ قد تبقى في مكانها كما هي، وبجندي من الجنود التي قال ربنا في حقها: (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ ))[المدثر:31] تسلب هذه الأسلحة من خصائصها ومن أعمالها. خرجت أنا وأحد الإخوة في أمريكا لصلاة الفجر، وهو يركب سيارة مرسيدس من أحدث موديل، ولما ركبت إلى جواره، ونزل الضباب الكثيف الذي -والله!- حجب الرؤية داخل السيارة، ولا أقول: خارجها، فعجز الأخ إلى جواري وعجزت أنا معه أن نرى شبراً واحداً حتى إلى زجاج السيارة الأمامي، فتوقفت السيارة وتوقفت جميع السيارات، وحينئذٍ قلت للأخ الكريم: سبحان الله! هذا جواب سؤال كنت أبحث عنه، هذه السيارة أحدث موديل، فيها البترول، ويجلس على كرسي القيادة القائد، يجيد القيادة، لا يوجد أي سبب من الأسباب التي تتوقف وتتعطل بها السيارة، ولكن الله أرسل جندياً من جنوده فتعطلت الآلة في مكانها، وهذه أمور عجيبة جداً! أشهد أن الذي علم نبينا هو الله عز وجل. وهذا بحث علمي –خذوا هذا الخبر أيضاً فهو يفيد-: مئات الأقمار الصناعية تنجو من شهب الأسد المدمرة. على أساس أن تعلموا أن لله جنداً لا يعلمها إلا هو، يقول الخبر: في الوقت الذي نجت فيه مئات الأقمار الصناعية من شهب تسمى بشهب الأسد التي احترقت في الغلاف الجوي للكرة الأرضية قضى عشرات الآلاف ليلة أمس الأول في العراء في درجة حرارة تصل إلى عشرين درجة تحت الصفر؛ انتظاراً لرؤية هذا العرض الكوني الفريد للألعاب النارية في ظاهرة فلكية نادرة، ظهرت أكثر وضوحاً في قارة آسيا، وذكرت وكالات الأنباء أن الظاهرة التي تتكرر كل نحو ثلاثة وثلاثين عاماً شهدها بعض المحظوظين، بينما حالت السحب الكثيفة دون مشاهدة البعض الآخر لها، ولم يزد حجم معظم الشهب والنيازك الصغيرة التي تساقطت على الأرض على حجم حبات الرمل، وبلغت سرعتها مائتين وخمسين ألف كيلو في الساعة، مما أكسبها قوة تدمير هائلة أثارت مخاوف العلماء من احتمال تعرض الأقمار الصناعية لأضرار جسيمة، غير أن الظاهرة مرت بسلام في النهاية، قال ربنا عز وجل: (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ ))[المدثر:31] فهل ازددتم -أيها الإخوة- حباً لله؟! وهل ازددتم حباً للصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه بعض الأبحاث العلمية التي تؤكد أن الأمر خطير، وليس بالأمر اليسير. وأنا أقول: أنا على يقين جازم بأن الله تبارك وتعالى سيهيئ الكون في الوقت الذي يشاؤه بالكيفية التي يريدها ليحدث في الأرض ما أخبر به نبيه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، ومتى ذلك؟ وكيف ذلك؟ كل هذا لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، إنما هو في علم الرب العلي وحده تبارك وتعالى؛ لنعلم يقيناً أن الكون كله بيد الله، كما قال عز وجل: (( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[آل عمران:26]. فتح المهدي عليه السلام للقسطنطينية :-
المعركة الرابعة التي سيخوض المهدي غمارها مع كتائب المسلمين والموحدين هي: فتح القسطنطينية، وقد أخبر النبي الصادق صلى الله عليه وآله وسلم بأن القسطنطينية ستفتح بقيادة المهدي عليه السلام، ولكن ستعجبون من هذه إذا علمتم أن القسطنطينية لن تفتح بسيف ولا برمح، ولا بخيول، وإنما ستفتح بلفظة: (لا إله إلا الله) و(الله أكبر)، هكذا قال الصادق، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه: { سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ } والنبي صلى الله عليه وسلم ما رآها، ولكنه يصفها وصفاً كأنه رآها، فيقول لأصحابه: { سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم، يا رسول الله! سمعنا بها، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولون في الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذا جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون } أي: إلى ملاقاة الدجال، وهكذا تفتح القسطنطينية بلا قتال وبلا سلاح ولا سهام. وهذه هي المعركة الرابعة التي سيخوض المهدي غمارها مع المسلمين. قتل المهدي عليه السلام لليهود :- لمعركة الخامسة: هي قتال اليهود عليهم لعائن الله المتتالية، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين يقول: { لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! ورائي يهودي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر يهود } ومن المعلوم أن اليهود يكثفون من زراعة شجر الغرقد؛ لأنهم يعلمون يقيناً صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))[البقرة:146]. فاليهود أهل غدر وأهل خيانة وأهل نفاق، ولا عهد لهم ولا ذمة على الإطلاق، وأنا أقول لكل مسلم على وجه الأرض: لقد نقض اليهود العهود مع الأنبياء، بل مع رب الأرض والسماء، فهل سيصدق اليهود في عهودهم مع الحكام والزعماء، فاليهود يعلمون صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ لذلك يكثفون زراعة هذا الشجر اليهودي الذي هو أبكم لا ينطق ولا يتكلم، ولكن بقية الحجر والشجر ستضج من نتن اليهود وريحهم الخبيث، فإذا ما اختفى يهودي خلف حجر أو شجر سينطق الله الحجر والشجر، فلا تعجب فأنت في زمن العجائب حينئذٍ! لا تعجب كيف ينطق الحجر! وكيف ينطق الشجر! لقد جاء رجل يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره أن ذئباً أخذ غنمة من أغنامه، فلما ذهب ليأخذها منه أقعى الذئب وقال: تأخذ مني رزقاً رزقنيه الله؟! فتعجب اليهودي وقال: ذئب يتكلم؟! قال: أتعجب من ذلك؟! أعجب منه رجل بين النخلتين أو بين الحرتين –أي: محمد- يخبر أنه لا إله إلا الله، فجاء الرجل إلى النبي فأخبره بما قال الذئب، فقال المصطفى: { أنا أصدق ذلك أنا وأبو بكر وعمر } رضي الله عنهما. إذاً: لا تتعجب كيف ينطق الحجر! وكيف ينطق الشجر! سبحان الله! لم لا تتعجب كيف ينطق التلفاز! فهو جهاز أمامك تضغط على الزر فينطق، وتخرج صورة كاملة، فكيف لا تتعجب! هذا جماد ومع ذلك ينطق، بل تسمعه وتراه، بل ينقل لك ما الذي يحدث في أقصى الأرض في التو واللحظة! فينطق الله الحجر والشجر، ويقول: يا مسلم! ليس يا وطني! { يا مسلم! يا عبد الله، ورائي يهودي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود }. وفي رواية: { حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله! } أي: عيسى عليه السلام. فيدل ذلك على أن كل هذه الأحداث ستكون في زمن العجائب، فنزول عيسى آية عجيبة، وخرج الدجال آية، وخرج يأجوج ومأجوج آية، وكل هذه آيات، فأنت في هذه اللحظات ستكون في لحظات العجائب والآيات الكبرى. قال صلى الله عليه وسلم: { حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله! هذا يهودي، فلا يترك أحداً ممن كان يتبع الدجال إلا قتله } أي: إلا قتله عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
توقيع العضو : ابو صقر | |
|
|
|
المحترف الــمــشــرف الــعــام
المشاركات : 4919 هوايتي : مهنتي : مزاجي : 18268 631
| | موضوع: رد: ظهور المهدي 30/7/2010, 04:48 | |
| شكراً على الموضوع
جزاك الله خيراً
توقيع العضو : المحترف | |
|
|
|